محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الرحمن

صفحة 327 - الجزء 4

  بأكلها، وقد خص النخل لما له من المزية على سائر الفواكه. والكِمّ: هو الغلاف الذي تكون ثمار النخل فيه.

  {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ١٢} وهو الذي أخرج لهم منها أنواع الحبوب التي يقتاتون بها ويعيشون عليها، وذو العصف⁣(⁣١): هو قوت البهائم، والريحان: هو قوت الناس⁣(⁣٢)، وهذا على أحد التفاسير؛ إذ قد فسرت بتفاسير عدة.

  {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣}⁣(⁣٣) فأخبروني عن نعمة من هذه النعم هل تستطيعون أن تنكروها أو تكذبوا بها؟ وضمير التثنية للإنس والجن، فلن يستطيعوا أن يكذبوا أو ينكروا أي نعمة من هذه النعم التي عددها.

  {خَلَقَ الْإِنْسَانَ⁣(⁣٤) مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ١٤ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ⁣(⁣٥) مِنْ نَارٍ ١٥ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٦} خلق الله آدم # من الطين اليابس


(١) سؤال: لطفاً مم أخذت هذه الكلمة؟

الجواب: العصف هو: بقل الزرع، وليس مأخوذاً من عصفت الريح أي: اشتدت.

(٢) سؤال: ما الوجه في تسمية الحب المقتات للإنسان بالريحان؟

الجواب: ما ذكرناه هو أحد المعاني التي تطلق عليه كلمة «ريحان»، وقد قالوا: إن الأسماء لا تعلل.

(٣) سؤال: فضلاً لو أعربتم هذه الآية مفصلاً؟

الجواب: الفاء فصيحة «بأي» جار ومجرور متعلق بتكذبان، والاستفهام تقريري وهو مضاف إلى آلاء، وآلاء مضاف إلى «رب» ورب مضاف إلى الضمير، و «تكذبان» مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والألف فاعل.

(٤) سؤال: هل تدل هذه الآية على أن المراد بالإنسان في الآية الثالثة «خلق الإنسان» آدم # فقط لا جنس الإنسان؟ أم لا؟

الجواب: الإنسان في قوله: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ} هو عموم بني آدم: آدم وذريته؛ لأن الظاهر العموم.

(٥) سؤال: ما المراد بقوله: «كالفخار»؟ وهل معنى «مارج» لهب النار؟ ومم أخذت؟

الجواب: «الفخار» هو الطين المطبوخ كالتنانير والأدوات المصنوعة من الطين. و «ما رج» يعني: مختلط مأخوذ من مرج الشيء إذا اختلط واضطرب، أفاد ذلك في الكشاف.