سورة الرحمن
  بأكلها، وقد خص النخل لما له من المزية على سائر الفواكه. والكِمّ: هو الغلاف الذي تكون ثمار النخل فيه.
  {وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ١٢} وهو الذي أخرج لهم منها أنواع الحبوب التي يقتاتون بها ويعيشون عليها، وذو العصف(١): هو قوت البهائم، والريحان: هو قوت الناس(٢)، وهذا على أحد التفاسير؛ إذ قد فسرت بتفاسير عدة.
  {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٣}(٣) فأخبروني عن نعمة من هذه النعم هل تستطيعون أن تنكروها أو تكذبوا بها؟ وضمير التثنية للإنس والجن، فلن يستطيعوا أن يكذبوا أو ينكروا أي نعمة من هذه النعم التي عددها.
  {خَلَقَ الْإِنْسَانَ(٤) مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ ١٤ وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ(٥) مِنْ نَارٍ ١٥ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٦} خلق الله آدم # من الطين اليابس
(١) سؤال: لطفاً مم أخذت هذه الكلمة؟
الجواب: العصف هو: بقل الزرع، وليس مأخوذاً من عصفت الريح أي: اشتدت.
(٢) سؤال: ما الوجه في تسمية الحب المقتات للإنسان بالريحان؟
الجواب: ما ذكرناه هو أحد المعاني التي تطلق عليه كلمة «ريحان»، وقد قالوا: إن الأسماء لا تعلل.
(٣) سؤال: فضلاً لو أعربتم هذه الآية مفصلاً؟
الجواب: الفاء فصيحة «بأي» جار ومجرور متعلق بتكذبان، والاستفهام تقريري وهو مضاف إلى آلاء، وآلاء مضاف إلى «رب» ورب مضاف إلى الضمير، و «تكذبان» مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والألف فاعل.
(٤) سؤال: هل تدل هذه الآية على أن المراد بالإنسان في الآية الثالثة «خلق الإنسان» آدم # فقط لا جنس الإنسان؟ أم لا؟
الجواب: الإنسان في قوله: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ} هو عموم بني آدم: آدم وذريته؛ لأن الظاهر العموم.
(٥) سؤال: ما المراد بقوله: «كالفخار»؟ وهل معنى «مارج» لهب النار؟ ومم أخذت؟
الجواب: «الفخار» هو الطين المطبوخ كالتنانير والأدوات المصنوعة من الطين. و «ما رج» يعني: مختلط مأخوذ من مرج الشيء إذا اختلط واضطرب، أفاد ذلك في الكشاف.