سورة الرحمن
  المتحجر، وخلق تعالى الجن من لهب النار، فتناسل الإنس والجن(١) وتكاثروا، وتلك نعمة على الإنس والجن لا ينكرونها، ونعمة عظيمة لا تخفى.
  {رَبُّ(٢) الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ١٧ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ١٨} للشمس مشرقان في الشتاء والصيف، وكذلك لها مغربان، ويتسبب ذلك في اختلاف المواسم الزراعية ومواعيد الأمطار وصلاح الثمار، إذاً فذلك نعمة عظيمة ظاهرة لا تخفى ينبغي أن يشكروا الله سبحانه وتعالى عليها ويتوجهوا إلى موليها بالشكر.
  {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ(٣) ١٩ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ ٢٠ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢١ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ ٢٢ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٣} وأيضاً هو الذي خلط البحرين بتدبيره وجعل بينهما حاجزاً خفياً بقدرته حتى لا يمتزج ماؤهما أو يختلط أحدهما بالآخر، فكل واحد منهما قد انفرد بطبيعة مختلفة عن الآخر ولكل بحر منهما حيواناته التي لا تعيش إلا فيه، ولم يكتشف أحد ذلك الفرق الذي بينهما والحاجز الذي يمنعهما من الاختلاط إلا بعد عدة قرون من نزول هذه الآية.
(١) سؤال: في ذهني كلام لبعض أئمتنا أن الجن لا يتناكحون ولا يتوالدون؟ أم لكم وجهة نظر في ذلك فكيف؟
الجواب: ظاهر قول الله تعالى في إبليس الرجيم: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ...}[الكهف: ٥٠]، أن الجن يتوالدون؛ لأن إبليس من الجن.
(٢) سؤال: هل هذا خبر لمبتدأ محذوف أم ماذا؟
الجواب: نعم هو خبر لمبتدأ محذوف أي: هو رب.
(٣) سؤال: ما محل الجملة هذه؟ وكذا الجملتان بعدها؟
الجواب: الجمل الثلاث كلها أحوال من «البحرين».