سورة الرحمن
  فمثلاً البحر الأحمر والمحيط الهندي(١) لكل واحد منهما مميزاته وطبيعته وحيواناته و ... إلخ(٢)، وعلى الرغم من اختلافهما فإنه يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان(٣)، وكل ذلك من آياته العظيمة الدالة على عظمته وقدرته وربوبيته، والبحر نعمة من نعمه العظيمة على عباده فيحمل السفن العظيمة على ظهره فيحملون عليها التجارات والأثقال الثقيلة، ويستخرجون منه اللؤلؤ والمرجان، ويأكلون منه لحماً طرياً، و ... إلخ، لا يستطيعون أن ينكروا ذلك، والآلاء هي النعم.
  {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ(٤) ٢٤ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٥} يذكرهم الله تعالى بنعمته عليهم بالسفن التي يرونها جارية في البحار أمامهم كأنها الجبال ويحثهم على النظر والتفكر فيها وفي كيفية جريها وسيرها على ظهر الماء، فمن الذي يسيرها لهم ويسخرها لحمل أثقالهم وبضائعهم والسفر بها إلى البلاد البعيدة؟ ومعنى «المنشآت»: السفن المصنوعات.
  فلو نظروا فيها وتفكروا لعرفوا أنها من نعمه العظيمة التي لا يستطيعون أن
(١) سؤال: هل هما المقصودان في الآية؟ أم أن الذي في الآية مطلق غير معين؟
الجواب: الذي في الآية مطلق غير معين وإنما مثلنا.
(٢) سؤال: وأين يلتقيان؟
الجواب: يلتقي المتوسط والمحيط الأطلسي في مضيق جبل طارق، والبحر الأحمر والمحيط الهندي في باب المندب.
(٣) سؤال: هل ثبت علمياً استخراج اللؤلؤ والمرجان من كليهما جميعاً؟ وكيف بقول جمهور المفسرين إنهما لا يخرجان إلا من البحر المالح هل هو عن استقراء أم عن ماذا؟ وما رأيكم في حمل استخراجهما من البحرين على موضع التقاء البحرين فقط؟
الجواب: ما ذكرتم من استخراج اللؤلؤ والمرجان من موضع التقاء البحرين توجيه وجيه في تفسير الآية غير خارج عن ظاهرها وليس فيه رد لقول المفسرين.
(٤) سؤال: بم تعلق الجار والمجرور «كالأعلام»؟
الجواب: يتعلق بمحذوف لأنه حال من ضمير المنشآت العائد على الجوار.