سورة الرحمن
  ينكروها أو يكذبوا بها لجلائها وظهورها.
  {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ٢٦ وَيَبْقَى وَجْهُ(١) رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ٢٧ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٢٨} كل ما خلق الله سبحانه وتعالى في السماوات والأرض لا بد أن يفنى ويموت وينتهي، ولن يبقى إلا الله تعالى وحده.
  وفي إهلاكهم ثم بعثهم للبعث والحساب نعمة عظيمة عليهم إذ بذلك يحصل التناصف فيما بينهم، وينال المحسنون جزاء أعمالهم وإحسانهم، وينال الظالمون جزاء أعمالهم الإجرامية.
  {يَسْأَلُهُ(٢) مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ٢٩ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٠} يرزق الله تعالى كل من في السماوات والأرض ويعطيهم من
(١) سؤال: هل يصح أن نجعل هذا من المجاز المرسل أم لا؟
الجواب: يصح أن يجعل من مجاز الزيادة وهو من المجاز المرسل ولا يصح أن نجعله من المجاز المرسل الذي علاقته الجزئية؛ لأن الله تعالى ليس بذي أجزاء حتى نقول: أطلق الجزء وأريد الكل تعالى الله عن مشابهة المخلوقات، ليس كمثله شيء فلا يوصف بكل ولا بجزء.
(٢) سؤال: هل هذه الجملة لا محل لها من الإعراب؟ وما وجه ذلك؟ وما السر في حذف متعلق «يسأله»؟ وعلام انتصب قوله: «كل يوم»؟ وما السر في فصل جملته عن جملة: «يسأله من في السموات ..»؟
الجواب: جملة «يسأله ..» لا محل لها من الإعراب لأنها مستأنفة؛ لذكر منة أخرى على سبيل التعديد، وذلك مثل تعديده في أول السورة لنعم الله: علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان. ونظير هذا التعديد في المفردات: بيت، مسجد، جبل، سوق ... إلخ. ونحو ما يعدده المذيع في نشرة الأخبار فإنه لا يعطف خبر على خبر لما كان المقصود التعديد.
«كل يوم» ظرف زمان متعلق بما تعلق به خبر المبتدأ «هو» و «في شأن» خبره، وجملة «كل يوم هو في شأن» مستأنفة لا محل لها من الإعراب في جواب سؤال مقدر، وحذف متعلق «يسأله» ليعم مطالب السائلين الرزق والصحة والسلامة والأمن والحفظ والانتقام من عدو، والأولاد و ... إلخ، والمغفرة والرحمة والهداية و ... إلخ.