محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الرحمن

صفحة 332 - الجزء 4

  فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ⁣(⁣١) ٣٣ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٤} ثم تحدى⁣(⁣٢) الله سبحانه وتعالى الإنس والجن أن يهربوا من مملكته وسلطانه، وأنهم إن استطاعوا أن يفعلوا ذلك فليفعلوا وليهربوا من عذابه وسخطه، ولكن هيهات أن يستطيعوا ذلك، فلن يخرجوا إلا بقوة تمكنهم من ذلك الخروج، وأين هي القوة التي تمكنهم؟

  {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ ٣٥ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٦} يرسل الله تعالى على الجن والإنس - على فرض أنهم حاولوا أن ينفذوا من أقطار السماوات والأرض - لهبَ نارٍ شديداً ونحاساً مذاباً لا يقدرون على دفعه عن أنفسهم.

  {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ٣٧ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ⁣(⁣٣) ٣٨ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ⁣(⁣٤) إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ ٣٩ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا


(١) سؤال: ما موضع المصدر «أن تنفذوا» الإعرابي؟ وما محل جملة: «لا تنفذون إلا بسلطان»؟

الجواب: محل المصدر النصب مفعول به. «لا تنفذون» لا محل لها من الإعراب؛ لأنها جواب سؤال مقدر، أو في جواب شرط مقدر أي: إذا نفذتم لا تنفذون إلا بسلطان.

(٢) سؤال: ما مناسبة هذا التحدي لكونه نعمة لا تجحد؟

الجواب: قد يكون وجه النعمة في ذلك هو ما ذكرتم من حمل الثقلين على الخوف والحذر والحيطة.

(٣) سؤال: ما السر في تكرير {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٨} في هذا المقطع خاصة، وفي جميع السورة عامة؟

الجواب: السر في التكرير هو التقرير للنعمة التي تذكر عند التكرير والتأكيد على التذكير بها، وهذا نحو ما يقال: أعطيتك يوم كذا كذا وكذا، أفتنكر هذا؟ وفعلت لك كذا وكذا أفتنكر ذلك؟ و ... إلخ، تقرره على نعمتك عليه وتؤكد التذكير له بها. وهذا هو الوجه في التكرير في أولها وآخرها.

(٤) سؤال: يقال: ظاهر الضمير في «ذنبه» يعود إلى ما بعده فهل يسوغ ذلك؟ وما وجهه؟

الجواب: عود الضمير هنا إلى ما بعده سائغ، والوجه هو عوده إلى ما رتبته التقديم؛ لكونه عاد إلى =