سورة الواقعة
  الإنسان، و «اليحموم»: هو الدخان الأسود.
  ثم ذكر الله سبحانه وتعالى أن السبب الذي أوجب لهم العذاب هو الترف والإصرار على الشرك والكفر والتكذيب باليوم الآخر، واستبعادهم أن يقدر الله سبحانه وتعالى على خلقهم وبعثهم مرة أخرى بعد موتهم، وأن يجمعهم مع آبائهم وأجدادهم يوم القيامة.
  {قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ٤٩ لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ(١) يَوْمٍ مَعْلُومٍ ٥٠} قل لهم يا محمد: لا بد أن يبعث الله تعالى جميع الأولين والآخرين ويجمعهم للحساب والجزاء في يوم القيامة.
  {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ ٥١ لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ(٢) ٥٢ فَمَالِئُونَ مِنْهَا(٣) الْبُطُونَ ٥٣ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ٥٤ فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ٥٥ هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ ٥٦} وأن يخبرهم بأن الملائكة الموكلة بتعذيبهم منتظرة لبعثهم وحسابهم لتسوق بهم إلى النار التي لا يكون طعامهم فيها إلا الزقوم الذي يملأون منه بطونهم على مرارته وحرارته ثم يشربون عليه من الحميم الذي
(١) سؤال: هل هو اسم زمان أو ماذا؟
الجواب: هو اسم زمان.
(٢) سؤال: هل عرف للزقوم تحديد أو تعريف؟
الجواب: قد شرحها الله تعالى في القرآن بقوله: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ ٦٣ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ٦٤ طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ٦٥}[الصافات]، وقد قيل: إن الزقوم شجرة خبيثة مرة كريهة الطعم من أخبث الشجر قيل إنها تكون بأفريقيا وقيل باليمن وقيل ... إلخ، وكثرة القيل فيها يدل على أنها شجرة غير معروفة على وجه الأرض.
(٣) سؤال: لطفاً ما السر في تأنيث الضمير في قوله: «منها» مع تذكيره في قوله: «عليه» ومرجعهما واحد؟
الجواب: أنث أولاً نظراً لمعنى الزقوم؛ إذ هوشجرة، وذكر ثانياً نظراً للفظ الزقوم إذ هو مذكر، ومثل ذلك جائز، وفي القرآن منه كثير.