سورة الواقعة
  يشوي وجوههم، ويغلي في بطونهم من شدة حرارته، يشربونه كشرب الإبل العاطشة، هذا هو ضيافتهم في تلك الدار الآخرة.
  {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ(١) ٥٧ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ٥٨ ءَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ٥٩} ولا خفاء أيها المشركون في أن الله تعالى هو الذي خلقكم لقيام الحجة ووضوحها فأخبروني عن المني الذي تلقونه في أرحام نسائكم من الذي يخلقه ويكونه؟ هل أنتم الذين تخلقونه، أم هو الله تعالى الذي يخلقه؟
  {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ٦٠} وهو تعالى وحده الذي يستوفي آجالهم وأعمارهم، ولن يستطيعوا أن يفروا من الموت ومن قدرته عليهم.
  {عَلَى(٢) أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ ٦١}(٣) وهو قادر على أن يميتكم أيها المشركون ويأتي بغيركم يخلفونكم ويحلون مكانكم، وهو قادر على إنشائكم خلقاً آخر، وبعثكم من جديد يوم القيامة.
(١) سؤال: ما معنى «لولا» في قوله: «فلولا تصدقون»؟ والفاء الداخلة على «لولا»؟
الجواب: للتحضيض أي: لطلب التصديق والفاء عاطفة لربط المسبب بالسبب.
(٢) سؤال: بماذا تعلق الجار والمجرور هنا؟ وكيف يكون المعنى بحسبه؟ وما محل المصدر «أن نبدل»؟
الجواب: «على» متعلقة بـ «مسبوقين»، وجاءت «على» لأن من شأن المسابقة أن تكون على شيء لذلك كانت التعدية هنا بـ «على». ويجوز أن يتعلق الجار والمجرور بـ «قدرنا» ويكون المعنى: نحن قدرنا بينكم الموت على وجه التبديل لا على وجه قطع النسل، كما يقول القائل: خرج فلان على أن يرجع أي: على هذا الوجه، وعلى هذا فجملة: «وما نحن بمسبوقين» اعتراضية. «أن نبدل» في محل جر بـ «على».
(٣) سؤال: فضلاً هل المراد بـ «ما لا تعلمون» يوم القيامة كما هو ظاهر تفسيركم أم له مقصود آخر؟
الجواب: قد فسروا ذلك بيوم القيامة أي: ننشئكم في وقت لا يعلمه أحد إلا الله، وقد فسر بغير ذلك فقيل: ننشئكم في صورة قردة أو صورة خنازير.