محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الواقعة

صفحة 346 - الجزء 4

  لا يشكرون الله تعالى ويعترفون بنعمه عليهم؟ ولماذا لا يعترفون بأنه لا حول لهم ولا قوة إلا به؟ ومعنى «لمغرمون»: لزمهم ذهاب المال.

  {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ٦٨ ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ٦٩} أخبرونا عن الماء الذي تشربونه أأنتم أيها المشركون أنزلتموه من السحب أم أن الله هو الذي أنزله؟ وكيف إذا حبسه عنهم هل يستطيعون أن يجلبوه لأنفسهم؟ فلماذا لا يشكرون الله سبحانه وتعالى على نعمه العظيمة عليهم ويتواضعون لعظمته ويعترفون بمننه عليهم؟

  {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ٧٠} أولا يعلمون أن الله سبحانه وتعالى لو شاء أن يجعله ملحاً أجاجاً⁣(⁣١) كماء البحر لما وجدوا ما يشربونه أو يروون به عطشهم وظمأ نفوسهم، فلماذا لا يشكرون الله تعالى على نعمته العظيمة عليهم؟

  {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ٧١ ءَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ ٧٢ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ٧٣} أخبرونا أيها المشركون عن النار التي توقدونها أأنتم خلقتم شجرتها، أم الله هو الذي خلقها؟

  ثم أخبرهم الله سبحانه وتعالى أنه خلق لهم النار لحكمة عظيمة وغرض عظيم ومنافع كثيرة جعلها لهم في الدنيا، وليتعظوا بها ويعتبروا إذا رأوها فإن فيها تذكرة بنار الآخرة التي أعدها الله تعالى للمجرمين، وجعلها تعالى نعمة للمسافرين⁣(⁣٢) يستدفئون بها في أسفارهم، ويصلحون بها طعامهم، وتجعل منارة في طرق


(١) سؤال: ما نوع اسميتها؟ ومم أخذت؟

الجواب: «أجاج» صفة مشبهة وفيها شيء من المبالغة، وهي مثل طوال وزعاق، وأجاج مأخوذة من: أج يؤج، بمعنى: ملح يملح.

(٢) سؤال: ما العلاقة بين السفر والإقواء حتى أصبحت بمعناها؟

الجواب: المقوون: هم الذين نزلوا القواء أي: القفر الخالي من الناس، أي: المسافرون الداخلون من القواء أي: الخلاء، ويقال: أقوت الدار أي: خلت من سكانها.