سورة الحديد
  أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٨} ثم استنكر الله سبحانه وتعالى عليهم لماذا لا يخلصون في إيمانهم، والرسول بين أيديهم يدعوهم إلى ذلك؟ وقد أخذ عليهم البيعة على السمع والطاعة لله وللرسول؛ فأين ذلك العهد والميثاق الذي واثقتموه في منشطكم ومكرهكم ويسركم وعسركم؟
  ووبخهم على تقصيرهم في إيمانهم وتكاسلهم وتباطئهم في الاستجابة لله وللرسول، وعن سرعة المبادرة إلى ما يدعوهم إليه الله تعالى ورسوله، وعدم إخلاصهم في الوفاء بما بايعوا عليه.
  {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ٩} يعاتبهم على عدم وفائهم بما بايعوا(١) عليه الله تعالى ورسوله وهم يعلمون أنه الذي ينزل القرآن على محمد ÷ ليدعوهم إلى ما فيه صلاحهم وخير دينهم ودنياهم، لم يرسل إليهم محمداً ÷ إلا رحمة منه لهم ليستنقذهم من ظلمات الجهل والشرك إلى نور الحق والهدى.
  {وَمَا لَكُمْ أَلَّا(٢) تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ(٣) السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} وكذلك يوبخهم على تقصيرهم وبخلهم بإنفاق شيء مما أعطاهم الله تعالى في سبيل
(١) سؤال: فهل جملة «هو الذي ينزل ...» استئنافية مسوقة لجواب سؤال مقدر؟ أم ماذا؟
الجواب: كأنها مستأنفة استئنافاً نحوياً ليبين رحمته وعظم منته بما أنزل على رسوله من القرآن، ولعل في ذلك ما ينبه الغافلين إلى الالتزام بالطاعة وترك الإعراض.
(٢) سؤال: ما محل المصدر المؤول هنا؟
الجواب: محله الجر بـ «في» مقدرة متعلقة بمحذوف حال من ضمير المخاطبين أي: ما لكم متمادين في عدم الإنفاق.
(٣) سؤال: ما نوع اسميتها؟
الجواب: «ميراث» اسم لما يتركه الميت من مال مأخوذة من: ورث يرث من باب وثق، وعلى هذا فميراث بمعنى: موروث، ويصح أن يكون هذا مصدراً أي: إرث السموات.