سورة الحديد
  نشر دينه وإعلاء كلمته وهم يعلمون أن الملك ملك الله والمال ماله، وأنهم لن يأخذوا شيئاً منه إلى قبورهم.
  {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً(١) مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ(٢) اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١٠} ثم أوحى الله سبحانه وتعالى إلى نبيه ÷ أن يخبر أصحابه أنه لا يستوي عنده الذين أسلموا قبل فتح مكة وقاتلوا مع النبي ÷ هم والذين لم يدخلوا في الإسلام إلا بعد فتح مكة، فالسابقون أعظم درجة عند الله وأفضل عنده من أولئك اللاحقين، ولو كان الله تعالى راضياً عنهم جميعاً، لكن درجات السابقين أرفع وأعظم عنده.
  {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا(٣) فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ١١ يَوْمَ
(١) سؤال: يقال: فهل هذه المديحة تمحو ما تقدم من التوبيخ بقلة الإيمان أم لا؟ وهل تدل على مديحة مسلمة الفتح؟ أو أن الغالب منهم حسن إسلامهم؟ وهل فيها رائحة دلالة على الموازنة؟
الجواب: من استجاب لله تعالى ولرسوله ÷ من مسلمة الفتح وأنفق وقاتل في سبيل الله فهو من أهل هذا الوعد الحسن، والحسنات تذهب السيئات، والذين حسن إسلامهم من مسلمة قريش قلة قليلة، يظهر ذلك في موقفهم من علي بن أبي طالب # بعد موت النبي ÷، ثم من محاربتهم له في حرب الجمل وصفين، وكان أمير المؤمنين # يكثر الشكوى من قريش كما في نهج البلاغة.
أما الموازنة فلم يظهر لي ما يشير إليها في هذه الآية.
(٢) سؤال: ما إعراب: {وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}؟
الجواب: «كلاً» مفعول به مقدم، «وعد الله الحسنى» فعل وفاعل ومفعول به ثان لوعد و «كلاً» هو المفعول الأول.
(٣) سؤال: ما السر في وصف القرض بالحسن؟
الجواب: وصف القرض بالحسن ليبين أن المطلوب هو القرض الذي لا يتبعه مناً ولا أذى ولا يخالطه رياء.