سورة الحديد
  {مَا أَصَابَ(١) مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ٢٢ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا(٢) عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} لا تكبر في أنفسكم المصائب التي تنزل بكم أيها المؤمنون من نقص الأموال والأولاد والأمراض وغيرها فما من مصيبة تنزل على أحد إلا والله تعالى يعلمها، وقد كتبها وقدرها في علمه من قبل خلقكم وخلق السماوات والأرض، فإذا علم المؤمن ذلك وعلم أن ما فاته أو نقص عليه فإنه مكتوب عند الله تعالى مقدر منه تبارك وتعالى فإن ذلك سَيُهَوِّن عليه مصيبته وسيخفف ذلك عنه وقع المصيبة ويحمله على الرضا والصبر(٣).
  {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(٤) ٢٣ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ٢٤} ثم ذم الله سبحانه وتعالى الذين إذا أنعم عليهم بنعمه أو أسبغ عليهم رزقه أصابهم العجب الشديد وافتخروا بأنفسهم وتكبروا على الناس، وبطروا بنعم الله تعالى عليهم غافلين عن شكر الله
(١) سؤال: ما الوجه في حذف المفعول هنا؟ ودخول «مِنْ» على الفاعل؟ وهل يعود الضمير في «نبرأها» على الأنفس أم على الأرض؟ أم عليهما جميعاً؟
الجواب: حذف المفعول للعلم به، ودخلت «من» على الفاعل لتأكيد العموم فيه، والضمير يحتمل أن يعود على الأرض وعلى الأنفس وعليهما جميعاً.
(٢) سؤال: ما هو الأسى والحزن الذي ذمه الله سبحانه؟
الجواب: الأسى والحزن الذي ذمه الله تعالى هو الذي يخرج صاحبه عن الرضا بما قدره الله عليه وقضاه، وليس المراد الألم الذي يحصل بالمصيبة فلا بد منه، وإنما المراد ما يصحبه من السخط وعدم الرضا.
(٣) سؤال: قد يقال: ظهر لنا التعليل في عدم الأسى، ولم يظهر لنا في عدم الفرح، فكيف ذلك؟
الجواب: المراد بالفرح فرح البطر.
(٤) سؤال: ما السر في الجمع بعد الإفراد في «مختال فخور»؟
الجواب: السر في الجمع هو نظراً لمراعاة معنى «كل» فمعناها الجمع.