محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المجادلة

صفحة 382 - الجزء 4

  مجالسهم لمن أقبل إليهم، ويوسعوا فيها لهم⁣(⁣١).

  {وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ⁣(⁣٢) اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ⁣(⁣٣) دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ١١} وإذا دعاكم النبي ÷ إلى النهوض من مجلسه⁣(⁣٤) فانهضوا ولا تتثاقلوا.

  ثم أثنى الله تعالى على المؤمنين الذين يستجيبون لله تعالى ورسوله ويلتزمون بهذه الأوامر وأخبرهم بأنه سوف يرفع منازلهم عنده، ثم أخبر عن أهل العلم منهم بأنهم أرفع عنده من غيرهم وأعلى⁣(⁣٥) رتبة لديه.


(١) سؤال: هل التفسح بمعنى أن يتقاربوا ويتضايقوا ليجد المقبل مكاناً يجلس فيه؟ أم بمعنى القيام عن المجلس؟

الجواب: هو بمعنى أن يتقاربوا بعضهم إلى بعض ويوسعوا الحلقة حتى يجد المقبل مكاناً يجلس فيه، وليس بمعنى أن يقوم أحدهم من مكانه ليقعد فيه الداخل؛ وذلك لأن الآية وردت في مجالس النبي ÷ التي كان يجلس فيها ليعلمهم الدين، والله تعالى يريد أن يسمع الحاضرون جميعاً هم والداخل عليهم، وتدخل مجالس الذكر والإرشاد والتعليم والوعظ في هذا الأمر.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعرابها؟ وكذا ما إعراب «درجات»؟

الجواب: «يرفع» مجزوم في جواب الطلب، و «درجات» ظرف مكان أو منصوب بنزع الخافض.

(٣) سؤال: ما الوجه في التعبير عن أخذهم وتلقيهم للعلم بأنهم أوتوه؟

الجواب: لينبه على أن المنة لله تعالى الذي آتاهم العلم، وترك التصريح بالفاعل للعلم به من آيات كثيرة صرح فيها بالفاعل: {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا}⁣[الأعراف: ١٧٥]، {آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ}⁣[الجاثية: ١٦]، {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}⁣[يوسف: ٢٢].

(٤) سؤال: هل يصح حملها على الانتشار من مجلس النبي ÷ ليترك المجال للوافدين ليتناسب مع سياق الآية؟ أم كيف؟

الجواب: نعم يصح حملها على ذلك أي: على الانتشار من مجلس النبي ÷.

(٥) سؤال: يقال: من أين نفهم أنهم أرفع من سائر المؤمنين من هذه الآية؟

الجواب: يفهم ذلك من قوله: {وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} فقوله «درجات» هي خاصة بالذين =