سورة المجادلة
  تَعْمَلُونَ ١٣} ثم حين امتنعوا استنكر الله تعالى عليهم بخلهم بأموالهم أن يتصدقوا بها وينفقوها في سبيل الله، ثم إن الله سبحانه وتعالى نسخ هذا الحكم وتاب(١) عليهم، وسمح لهم أن يسألوا النبي ÷، ولكن ليتأدبوا في حضرته ويحترموا مجلسه، وأمرهم الله تعالى أن يقيموا الصلوات ويؤدوا فرائض الزكاة ويطيعوا أمر الله تعالى وأمر رسوله ÷، وليحرصوا على تقوى الله في سرهم وجهرهم، فإن الله تعالى مطلع على جميع أعمالهم ظاهرها وخفيها وسيجازيهم عليها.
  {أَلَمْ تَرَ إِلَى(٢) الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ(٣) مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ(٤) وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٤ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(٥) ١٥ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٦} يعجب الله سبحانه وتعالى هنا نبيه ÷ من بعض أصحابه
(١) سؤال: هل فُهِم النسخ من «وتاب الله عليكم»؟ فما المناسبة بينهما؟
الجواب: فهم النسخ من قوله: «فأقيموا الصلاة ...» حيث رتب هذا الأمر على تركهم لما أمروا به حال كونه مقيداً بالعفو عنهم فيما فرطوا فيه.
(٢) سؤال: ما وجه دخول «إلى» هنا؟
الجواب: كأن «ترى» ضُمِّنت معنى «نظر» فعديت تعديتها، والتضمين في القرآن كثير.
(٣) سؤال: ما الوجه في فصل هذه الجملة عن سابقتها؟
الجواب: فصلت لكونها صلة ثانية لـ «قوماً».
(٤) سؤال: إلام يعود الضمير هذا؟ وهل في قوله: «ولا منهم» توضيح على أن المتولين غير مشركين أو كالذين تولوهم؟
الجواب: يعود الضمير إلى المنافقين؛ لأنهم وإن كانوا مؤمنين بألسنتهم كفار بقلوبهم، وقوله: «ولا منهم» يدل على أنهم غير مشركين بل مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.
(٥) سؤال: أين الخبر في قوله: «إنهم ساء ما كانوا يعملون»؟
الجواب: الخبر هو جملة «ساء ما كانوا يعملون» فهي في محل رفع أي: مقول فيهم ذلك.