محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المجادلة

صفحة 384 - الجزء 4

  تَعْمَلُونَ ١٣} ثم حين امتنعوا استنكر الله تعالى عليهم بخلهم بأموالهم أن يتصدقوا بها وينفقوها في سبيل الله، ثم إن الله سبحانه وتعالى نسخ هذا الحكم وتاب⁣(⁣١) عليهم، وسمح لهم أن يسألوا النبي ÷، ولكن ليتأدبوا في حضرته ويحترموا مجلسه، وأمرهم الله تعالى أن يقيموا الصلوات ويؤدوا فرائض الزكاة ويطيعوا أمر الله تعالى وأمر رسوله ÷، وليحرصوا على تقوى الله في سرهم وجهرهم، فإن الله تعالى مطلع على جميع أعمالهم ظاهرها وخفيها وسيجازيهم عليها.

  {أَلَمْ تَرَ إِلَى⁣(⁣٢) الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ⁣(⁣٣) مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ⁣(⁣٤) وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ١٤ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ⁣(⁣٥) ١٥ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٦} يعجب الله سبحانه وتعالى هنا نبيه ÷ من بعض أصحابه


(١) سؤال: هل فُهِم النسخ من «وتاب الله عليكم»؟ فما المناسبة بينهما؟

الجواب: فهم النسخ من قوله: «فأقيموا الصلاة ...» حيث رتب هذا الأمر على تركهم لما أمروا به حال كونه مقيداً بالعفو عنهم فيما فرطوا فيه.

(٢) سؤال: ما وجه دخول «إلى» هنا؟

الجواب: كأن «ترى» ضُمِّنت معنى «نظر» فعديت تعديتها، والتضمين في القرآن كثير.

(٣) سؤال: ما الوجه في فصل هذه الجملة عن سابقتها؟

الجواب: فصلت لكونها صلة ثانية لـ «قوماً».

(٤) سؤال: إلام يعود الضمير هذا؟ وهل في قوله: «ولا منهم» توضيح على أن المتولين غير مشركين أو كالذين تولوهم؟

الجواب: يعود الضمير إلى المنافقين؛ لأنهم وإن كانوا مؤمنين بألسنتهم كفار بقلوبهم، وقوله: «ولا منهم» يدل على أنهم غير مشركين بل مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

(٥) سؤال: أين الخبر في قوله: «إنهم ساء ما كانوا يعملون»؟

الجواب: الخبر هو جملة «ساء ما كانوا يعملون» فهي في محل رفع أي: مقول فيهم ذلك.