محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحشر

صفحة 394 - الجزء 4

  منها، وأمرهم أن يتركوها للنبي ÷ فهي فيء من الله تعالى لنبيه ÷. ومعنى «وما أفاء الله»: والذي ردّه الله وأعاده.

  {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً⁣(⁣١) بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}⁣(⁣٢) ما أفاء الله سبحانه وتعالى على رسوله من أموال بني النضير فهو مختص به وحده لا نصيب لأحد فيه، وأما ما أفاءه الله تعالى على رسوله من بقية قرى⁣(⁣٣) اليهود ومساكنهم فهو لهؤلاء


(١) سؤال: مم اشتقت كلمة «دولة»؟ وما نوع اسميتها؟

الجواب: «دولة» مأخوذة من قولهم: دال المال أو الملك لفلان بمعنى: دار، و «دولة» اسم مصدر بمعنى الشيء المتداول.

(٢) سؤال: يقال هذه الآية ذكرت مصارف الخمس التي في آية الأنفال فهل هي على إطلاقها بمعنى أن يصرف جميع الفيء في هؤلاء الأصناف؟ أم أنها مقيدة بما في الأنفال فيصح صرف الأربعة الأخماس في غيرهم من المسلمين؟

الجواب: هي على إطلاقها فتصرف المغانم كلها في هؤلاء المصارف المذكورين فقد صرفت للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، ولم يأخذ منها الأنصار شيئاً، وقد أثنى الله تعالى على الأنصار في الآية التالية بقوله: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ...} الآية فطابت نفوس الأنصار ولم تضق صدورهم بما أخذه المهاجرون من المغانم دونهم.

(٣) سؤال: يقال: ما الفرق بين هذا وبين بني النضير حتى يختلف حكماهما؟ بل الذي يفهم أن بقية القرى كفدك والعوالي وغيرها هي التي استسلمت بهيبة رسول الله ومن معه دون القتال فكيف؟ أم أن المراد بأهل القرى خيبر ونحوها مما احتيج فيها إلى قتال؟

الجواب: قرى اليهود بالنسبة للغنائم ثلاثة أقسام:

١ - خيبر وما حولها قسمت على جميع الغانمين بلا إشكال.

٢ - قسم استسلموا وفروا خوفاً ورعباً مثل فدك والعوالي فهذا خاص لرسول الله ÷.

٣ - بنو النضير وبنو قريظة وبنو قينقاع و ... حوصروا وقوتلوا فهم أهل هذه الآية فقسم النبي ÷ غنائمها على المهاجرين ولم يقسم للأنصار إلا لرجلين كانا فقيرين كما ذكر، =