سورة الحشر
  الأصناف الذين قد أراد الله تعالى أن يجعلها فيهم وأن لا يملكها أحد غيرهم.
  وذوو القربى: هم قرابة النبي ÷، واليتامى والمساكين: هم من الذين هاجروا مع النبي ÷، وابن السبيل: المسافرون المنقطعون عن أهلهم وأموالهم وديارهم، ومعنى «دولة بين الأغنياء»: أي يتداوله الأغنياء.
  {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٧}(١) فإن أعطاكم النبي ÷ شيئاً فخذوه فهو حلال لكم، وما نهاكم عنه فانتهوا(٢).
  ثم أمرهم الله سبحانه وتعالى أن يتقوه، وألا يخالفوا تعاليمه أو يطمعوا فيما ليس لهم فيه حق من المغانم وغيرها.
  {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ(٣) فَضْلًا
= ولعل رسول الله ÷ لم يقسم لجميع المسلمين بل قسم للمهاجرين؛ لأن الغنائم كانت غنائم باردة، لم يسل فيها سيف، ولم يتكلف لها سفر ولا زاد؛ لقربها من المدينة، والله أعلم.
(١) سؤال: فضلاً إلام يرشدنا تذييل الآية بقوله: «إن الله شديد العقاب»؟
الجواب: يرشدنا ذلك ويحملنا على امتثال ما أمرنا به الرسول ÷ وترك ما نهانا عنه، وفيه التحذير من مخالفته ومعصيته.
(٢) سؤال: هل يصح تعميم الاستدلال بهذه الآية على لزوم الأخذ بما أمرنا به رسول الله ÷ أو نهانا عنه؟ ومن أي دلالة؟ أم أنها مقصورة على النهي في الأموال أو إعطائها؟
الجواب: الآية عامة فتعم الأموال وغيرها من الأوامر والنواهي فـ «ما» من ألفاظ العموم أي: أي شيء آتاكم الرسول فخذوه، والإتيان والأخذ غير مختص بالمال فقد جاء في الشرائع والأوامر والنواهي: {آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا}[الأعراف: ١٧٥]، {وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ}[الجاثية: ١٧]، {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ}[البقرة: ٦٣]، والذي آتاهم الله هي أوامر التوراة ونواهيها وشرائعها وأحكامها {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ}[مريم: ١٢].
(٣) سؤال: ما محل جملة «يبتغون»؟ وهل جملة «أولئك هم الصادقون»؟ استئنافية أم ماذا؟
الجواب: «يبتغون» نصب على الحالية. «أولئك هم الصادقون» مستأنفة لتأكيد ما قبلها وتقريره.