سورة الحشر
  لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ(١) فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ(٢) يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ١١ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ ١٢} يعجب الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ من أمر المنافقين وما كانوا يعملونه مع اليهود من تشجيعهم على عقائدهم والدفع بهم على النبي ÷، وأن يتمسكوا بدينهم، وأن لا يتضعضعوا للنبي ÷ أو يضعفوا أمامه، فلا يتفاوضوا معه ÷ بالموافقة على الخروج من المدينة، وكيف كانوا يعدونهم بأنهم سوف ينصرونهم عليه، وسيقفون معهم ضد النبي ÷، وأنهم إن خرجوا ليخرجن معهم فأخبر سبحانه بحقيقتهم، وأن كل ما يمنون به اليهود ويعدونهم به كذب وأماني كاذبة، وأنهم لن يفعلوا مع اليهود أي شيء من ذلك الذي يعدونهم به فطبيعتهم الجبن والخوف.
  {لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ(٣) بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ١٣ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى المسلمين أن طبيعة اليهود الخوف والجبن وأنهم لن يجرؤوا على مواجهتهم ومقاتلتهم، وأنهم إن قاتلوهم فلن يقاتلوهم إلا من وراء حصونهم(٤).
(١) سؤال: علام عطف هذا الفعل؟
الجواب: عطف على «لنخرجن معكم» فلا محل له من الإعراب، وذلك من عطف الجمل لا الفعل وحده، ويصح أن تكون الجملة «ولا نطيع ..» معطوفة على جملة القسم وجوابه.
(٢) سؤال: ما محل هذه الجملة من الإعراب؟
الجواب: محلها النصب على الحال.
(٣) سؤال: ما الوجه في جعل هذا سبباً في خوفهم من المسلمين وأنه أعظم من خوفهم من الله؟
الجواب: الوجه هو أنهم لا يؤمنون بالله فلا يشعرون بمخافته أما المؤمنون فإنهم يخافونهم؛ لأنهم يرونهم بأعينهم ويرون بأسهم بعدوهم.
(٤) سؤال: هل نستفيد بهذا أن معنى «من وراء جدر» نفس معنى: «في قرى محصنة»؟ وما محل الجار والمجرور «في قرى»؟
الجواب: قد تكون القرى محصنة بسبب إحكام بناء البيوت والقصور، وهكذا كانت بيوت اليهود =