سورة الحشر
  {بَأْسُهُمْ(١) بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ(٢) جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ١٤} وأما قتالهم فيما بينهم فهم أهل قتال وبأس شديد، وإذا رآهم الرائي حسبهم على كلمة واحدة والحال أنهم مختلفون فيما بينهم لا يجتمعون على رأي.
  {كَمَثَلِ(٣) الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ١٥} ثم أخبر الله تعالى عن هؤلاء اليهود بأن صفتهم في عنادهم وحربهم للنبي ÷ كصفة قريش، وقد أذاقهم الله وبال تكذيبهم، وسلط عليهم نبيه ÷ فقتل صناديدهم وكبارهم جميعاً يوم بدر، وسيذوق اليهود وبال أمرهم وعاقبة(٤) كفرهم.
  {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ(٥) قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ١٦} مثل المنافقين في تشجيعهم لليهود وتحريضهم
= في المدينة، والمراد بالجدر الأسوار التي تبنى على مجموع البيوت أو على المزارع، وقوله: «في قرى» متعلق بمحذوف حال من فاعل «يقاتلونكم».
(١) سؤال: ما وجه فصل هذه الجملة عن سابقتها؟
الجواب: فصلت لأنها مستأنفة في جواب سؤال مقدر.
(٢) سؤال: هل يصح أن تحمل هذه الجملة على التفسير لسابقتها أم لا؟
الجواب: هي مستأنفة كسابقتها لبيان أن أهواءهم مختلفة، والأولى لبيان أنهم ذوو شجاعة وفتك وتأثير كبير عند القتال وليسوا جبناء ولا ضعافاً إلا أمامكم أيها المؤمنون.
(٣) سؤال: ما موضع الكاف ومجروره هنا؟ وما إعراب «قريباً»؟
الجواب: موضع الكاف ومجرورها الرفع خبر مبتدأ محذوف أي: هم كمثل. «قريباً» ظرف زمان أي: أنه صفة والتقدير: زمناً قريباً، فناب قريباً مناب الظرف.
(٤) سؤال: هل الوبال بمعنى العاقبة فمم أخذ؟ أم له بالتحديد معنى آخر فما هو؟
الجواب: الوبال: هو سوء عاقبة أمرهم وهو مأخوذ من «وبُل» بضم الباء يوبل وبالاً، ويقال: كَلَأٌ وبيل، أي: وخيم ثقيل، {أَخْذًا وَبِيلًا ١٦}[المزمل]، أي: شديداً.
(٥) سؤال: ما العامل في «إذ» الظرفية هذه؟
الجواب: العامل فيه الاستقرار الذي تعلق به الجار والمجرور «كمثل ...».