محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحشر

صفحة 401 - الجزء 4

  على النبي ÷ كمثل الشيطان مع ابن آدم عندما ينصب حبائله وشباكه لإغواء الخلق حتى يتمكن منهم، ثم يتركهم يلقون جزاء غيهم وضلالهم، فالمنافقون كذلك تركوا اليهود للنبي ÷ من دون أن يحركوا معهم ساكناً أو ينصروهم أو يدفعوا عنهم كما وعدوهم. ومعنى قول الشيطان «إني أخاف الله»: من أن يعذبني معك.

  {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا⁣(⁣١) أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ١٧} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن مصير المنافقين واليهود والشيطان ومن استجاب له واتبعه نار جهنم خالدين فيها.

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ⁣(⁣٢) مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ⁣(⁣٣) وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ١٨}⁣(⁣٤) ثم بعد أن أخبر الله سبحانه وتعالى عن المنافقين بما أخبر - وجه خطابه إلى المؤمنين فأمرهم أن يعملوا لأنفسهم الأعمال الصالحة، ويحرسوها من الوقوع في الزلل، وأن لا يظنوا أنهم في مأمن من عذاب الله تعالى، فليحذروا أن يقعوا في مصائد الشيطان، وليحافظوا على تقوى الله، وأن يحاسبوا أنفسهم ولينظروا ما قد قدموا لآخرتهم من أعمال البر والإحسان، وقد كرر الله


(١) سؤال: علام انتصب «عاقبتهما»؟ وما محل المصدر «أنهما في النار»؟ وما إعراب «خالدين»؟

الجواب: انتصب «عاقبتهما» على أنه خبر «كان». «أنهما في النار» في محل رفع اسم كان. ««خالدين» حال.

(٢) سؤال: من أين نستفيد عموم الأنفس هنا؟

الجواب: «نفس» هنا ليست عامة إلا أن العموم يؤخذ ويستفاد من مكان آخر، وذلك من حيث أن التكليف عام لكل نفس بالغة، وترك لفظ العموم هنا للعلم به مما ذكرنا، ولنكتة بلاغية وسر بياني هي - والله أعلم - الإشارة إلى قلة النفوس الناظرة لأنفسها المستعدة بجميل أعمالها الصالحة ليوم لقاء الله.

(٣) سؤال: ما الوجه في تسمية الآخرة بـ «غد»؟

الجواب: الوجه هو تقريبها للناس وأنها عند الله في قربها كاليوم وغده.

(٤) سؤال: ما الحكمة في تذييل هذه الآية المباركة بقوله: «إن الله خبير بما تعملون»؟

الجواب: الحكمة هي التحذير من عاقبة ما يضمرونه في القلوب مما لا يرضي الله.