محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الممتحنة

صفحة 413 - الجزء 4

  قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ⁣(⁣١) وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٩} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه لا محذور في الإحسان إلى الذين لم يشهروا عليه سيفاً ولم يقاتلوه، وفي صلتهم والبر بهم، وإنما ينهاه عن بر الذين ناصبوا العداء للإسلام وحاربوا النبي ÷ وأصحابه وأظهروا العداوة لهم وطردوهم وشردوهم عن أوطانهم كقريش ومن عاونهم. ومعنى «تقسطوا إليهم»: تقضوا بالعدل إليهم. ومعنى «وظاهروا على إخراجكم»: عاونوا على ذلك وشاركوا فيه.

  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ⁣(⁣٢) أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ⁣(⁣٣) وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ والمؤمنين أن يمتحنوا⁣(⁣٤) إيمان من أقبل إليهم من نساء الكفار، وكان النبي ÷


= للمسلمين، وقد خص الله تعالى الكافرين المسالمين بجواز الإحسان إليهم وبرهم والعدل فيهم، والموالاة هي شيء آخر غير الموادة المذكورة، فالموادة إحسان وبر، والموالاة: هي التعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصرة الله ورسوله ÷، وعلى إقامة الحق والعدل ونصر المظلوم والقبض على يد الظالم فالمؤمنون بعضهم من بعض يشد بعضهم بعضاً.

(١) سؤال: هل هذا مضارع حذفت إحدى تائيه؟

الجواب: نعم هو مضارع حذفت إحدى تائيه تخفيفاً.

(٢) سؤال: ما موضع هذه الجملة الاسمية إعرابياً؟

الجواب: لا محل لها تعليلية.

(٣) سؤال: ما الذي يفيده قولهم: «ولا هم يحلون لهن» مع استفادة مدلوله مما قبله؟

الجواب: يستفاد من ذلك أن نكاح الكافرين ينفسخ بإسلام أحدهما.

(٤) سؤال: كيف يكون الاختبار هذا؟

الجواب: يكون بالسؤال، وبالدخول من سؤال إلى سؤال، وبذلك يتبين الحال وينكشف المستور؛ =