سورة الممتحنة
  قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ(١) وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٩} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أنه لا محذور في الإحسان إلى الذين لم يشهروا عليه سيفاً ولم يقاتلوه، وفي صلتهم والبر بهم، وإنما ينهاه عن بر الذين ناصبوا العداء للإسلام وحاربوا النبي ÷ وأصحابه وأظهروا العداوة لهم وطردوهم وشردوهم عن أوطانهم كقريش ومن عاونهم. ومعنى «تقسطوا إليهم»: تقضوا بالعدل إليهم. ومعنى «وظاهروا على إخراجكم»: عاونوا على ذلك وشاركوا فيه.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ(٢) أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ(٣) وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا} ثم أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ والمؤمنين أن يمتحنوا(٤) إيمان من أقبل إليهم من نساء الكفار، وكان النبي ÷
= للمسلمين، وقد خص الله تعالى الكافرين المسالمين بجواز الإحسان إليهم وبرهم والعدل فيهم، والموالاة هي شيء آخر غير الموادة المذكورة، فالموادة إحسان وبر، والموالاة: هي التعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومناصرة الله ورسوله ÷، وعلى إقامة الحق والعدل ونصر المظلوم والقبض على يد الظالم فالمؤمنون بعضهم من بعض يشد بعضهم بعضاً.
(١) سؤال: هل هذا مضارع حذفت إحدى تائيه؟
الجواب: نعم هو مضارع حذفت إحدى تائيه تخفيفاً.
(٢) سؤال: ما موضع هذه الجملة الاسمية إعرابياً؟
الجواب: لا محل لها تعليلية.
(٣) سؤال: ما الذي يفيده قولهم: «ولا هم يحلون لهن» مع استفادة مدلوله مما قبله؟
الجواب: يستفاد من ذلك أن نكاح الكافرين ينفسخ بإسلام أحدهما.
(٤) سؤال: كيف يكون الاختبار هذا؟
الجواب: يكون بالسؤال، وبالدخول من سؤال إلى سؤال، وبذلك يتبين الحال وينكشف المستور؛ =