محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجمعة

صفحة 427 - الجزء 4

  الله سبحانه وتعالى قريشاً ومن حولهم من العرب بأنه أنعم عليهم بأن أرسل إليهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم القرآن، فتلاوته آية بينة على صدقه وهو أمي، وينتزعهم ويرفعهم من بين أدناس الشرك وأقذار الجاهلية، ويطهرهم ويشرفهم بتعاليم الإسلام وآدابه وشرائعه. والمراد بالحكمة: السنة ومعاني القرآن.

  {وَآخَرِينَ⁣(⁣١) مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ٣} وهو رسول أيضاً إلى قوم آخرين ستأتي بهم القرون.

  {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ⁣(⁣٢) مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٤} وأخبرهم أن هذا فضل كبير تفضل به عليهم واختصهم به من بين سائر الناس، وفي هذا رد على اليهود والنصارى عندما اعترضوا على الله سبحانه وتعالى لَمَّا حول النبوة عنهم واختار نبياً من العرب، فقد أخبرهم أن الملك ملكه، وله أن يختار لنبوته من أراد، ويتصرف في ملكه كيفما شاء، وليس لهم أن يعترضوا على الله تعالى.

  {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}⁣(⁣٣) ثم أخبر الله تعالى نبيه ÷ عن صفة اليهود وحالهم عندما حملهم التوراة وجعلهم أهلاً لحملها وتبليغها، ثم تركوها ولم يحملوها كما ينبغي وكما يجب عليهم من العمل فقال: إن صفتهم كصفة الحمار الذي يحمل الكتب على ظهره، ويثقله حملها من دون أن يستفيد منها شيئاً⁣(⁣٤).


(١) سؤال: علام عطف هذا الاسم؟

الجواب: هو معطوف على «في الأميين» ويصح أن يعطف على المفعول الأول في «يعلمهم».

(٢) سؤال: ما محل هذه الجملة المضارعية؟

الجواب: تكون خبراً ثانياً أو حالاً.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «مثل الذين»؟ وما محل جملة «يحمل أسفاراً»؟

الجواب: «مثل الذين» مثل: مبتدأ مضاف، والذين: مضاف إليه. «يحمل أسفاراً» في محل نصب حال من الحمار.

(٤) سؤال: ما هو وجه الشبه في الآية؟ وما الذي يؤخذ منها من الأحكام الفقهية؟

الجواب: وجه الشبه هو استصحاب الشيء النافع مع عدم الانتفاع به. ويؤخذ منها من الأحكام الفقهية:

=