محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة التغابن

صفحة 449 - الجزء 4

  {وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ⁣(⁣١) شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٦} ولينفقوا من أموالهم في سبيل نصر دينهم والدفاع عنه، ولم يرد بذلك إلا ما يجب عليهم من الزكاة⁣(⁣٢) في أموالهم، ثم أثنى الله تعالى على المنفقين عندما لم يبخلوا بإخراج ما يجب عليهم، وتغلبوا على غريزة⁣(⁣٣) البخل ووقوا أنفسهم منها، ووصفهم بأنهم من أهل الفلاح والفوز بنعيمه ورضوانه.

  {إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ ١٧}⁣(⁣٤) والقرض هو: ما يخرجه العبد من ماله يريد به وجه الله تعالى والدار


(١) سؤال: ما إعراب «خيراً»؟ وما السر في بناء «يوق» للمجهول مع أن فاعل الوقاية هو المنفق؟

الجواب: «خيراً» خبر لكان محذوفة مع اسمها والتقدير: وأنفقوا يكن الإنفاق خيراً لأنفسكم. وبني «يوق» للمجهول للعلم بالفاعل مع أن الغرض المسوق له الكلام هو الثناء على السالم من الشح.

(٢) سؤال: يقال: فكيف بظاهر سياق: «إن تقرضوا الله ...» فقد يستفاد منه أنه في التطوع في كل ما فيه مرضاة لله سبحانه؟

الجواب: يقال: السياق من قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ...} يشير إلى الإنفاق الواجب ألا ترى إلى قوله بعد ذلك: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا} ومن الإنفاق الواجب أن ينفق الرجل على نفسه في الخروج للجهاد، وقد يكون هو المراد بالآية: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ...} فإن الذي يحمل الرجل على القعود عن الجهاد هو محبة المال والأولاد.

(٣) سؤال: هل استنتجتم أن البخل غريزة من إضافة الشح إلى النفس أم من ماذا؟

الجواب: الإضافة تدل على ما ذكرتم من أن البخل طبيعة.

(٤) سؤال: لو عددتم لنا صوراً من مظاهر القرض الحسن أو العكس لكان مناسباً؟ وهل ما يخرجه الإنسان من واجب أو تطوع مع محاولته أن يري الآخرين أنه كثير أو أن يعظم في أعينهم من غير الحسن أم من الحسن؟

الجواب: القرض الحسن: هو الذي لا يتبعه صاحبه مناً ولا أذى ولم يصحبه الرياء، ويشمل الواجب =