سورة الطلاق
  {وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}(١) فهذه حدود الله سبحانه وتعالى وتعاليمه فالتزموا بها ولا تتجاوزوها، ومن خرج عن هذه الحدود وتعداها فقد ارتكب معصية الله تعالى واستوجب سخطه.
  {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا(٢) ١} فالتزموا بهذه الحدود من
(١) سؤال: هل الإشارة بقوله: «تلك حدود الله» تعود إلى كل مسألة مما تقدم كعدم جواز الخروج وغيرها؟ أم أنها متوجهة إلى الطلاق السني فقط؟ وما الذي يستفاد من هذه الآية؟
الجواب: تعود الإشارة إلى كل ما تقدم من أحكام الطلاق وتوابعه؛ لأنها في موضوع واحد متصل بعضها ببعض ولم يقع في الكلام إضراب وانتقال.
ويستفاد من هذه الآية عدة أحكام شرعية:
١ - لا يجوز تطليق الزوجة وقت الحيض، بل يكون كما أمر الله وشرع في طهر، وهذا من قوله: «لعدتهن»، أي: مستقبلات لعدتهن.
٢ - يجب على الأزواج إحصاء عدة المطلقات، وذلك لما يترتب على إحصائها من بدايتها إلى نهايتها من أحكام كوجوب النفقة والسكنى وجواز الرجعة، وجواز الخروج، ثم جواز نكاح المعتدة.
٣ - وجوب السكن والنفقة للمعتدة رجعياً.
٤ - تحريم خروجها من بيت زوجها حتى تنقضي العدة في الرجعية.
٥ - جواز خروجها من بيت زوجها إذا حصل منها أذى كبير لأهل بيت زوجها، وجواز خروجها للحد.
٦ - جواز الرجعة في خلال العدة في الرجعية.
(٢) سؤال: ما موضع هذه الجملة «لا تدري ..»؟ وما إعراب مفرداتها؟
الجواب: لا محل لها من الإعراب لأنها تعليل لما تقدمها. و «لا» نافية «تدري» مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه. «لعل الله» لعل للترجي ولفظ الجلالة اسمها. «يحدث بعد ذلك أمراً» الجملة في محل رفع خبر «لعل»، ولا محل لهذه الجملة لأنها استئناف لبيان العلة في عدم دراية المخاطب، كأنه قيل: لا تدري ما يكون في المستقبل؛ لأنه غيب محجوب علمه، والله وحده المختص بعلم الغيب.