سورة القلم
  أَثِيمٍ ١٢ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ(١) زَنِيمٍ ١٣ أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ(٢) وَبَنِينَ ١٤} يقال إن الحلاف المهين هو الوليد بن المغيرة المخزومي، وسمي بذلك لكثرة أيمانه الفاجرة، ووصف أيضاً بالهمَّاز لإكثاره من التنقيص في الناس والوخز في أعراضهم، وسماه نماماً لما كان يعتاده من المشي بالنميمة بين الناس، ومناعاً للخير لبخله بالأموال وحرصه الشديد على جمعها، وسمي معتدياً أثيماً لأن عادته كانت التعدي على الناس وارتكاب المآثم، وعتلاً لأن طبيعته كانت القسوة والغلظة والشدة، وكان قلبه لا يعرف الرحمة للأيتام والفقراء والمساكين، والزنيم هو: ولد الزنا؛ فنهى الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ عن طاعته لكونه من أصحاب الأموال الطائلة والأولاد الكثيرين. ويقال: كان له من الأولاد سبعة عشر ولداً.
  {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ(٣) الْأَوَّلِينَ ١٥} ومن صفته أيضاً أنه كان إذا سمع آيات الله تعالى تتلى عليه أعرض عنها واستكبر عن سماعها ويقول ليست إلا خرافات الأولين.
  {سَنَسِمُهُ(٤) عَلَى الْخُرْطُومِ ١٦} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ بأنه سيسمه بعلامة على أنفه بضربة سيف فلما تواجه المسلمون وقريش في بدر ضرب
(١) سؤال: فضلاً بم تعلق الظرف «بعد ذلك»؟ وما الفائدة فيه بعد إيراد معناه؟
الجواب: الظرف متعلق بـ «زنيم»، والفائدة فيه هي الإشارة إلى أن ما بعده من صفات الذم هنا أبعد في الشناعة وأعظم فهو كـ «ثم» التي تفيد التراخي في الرتبة.
(٢) سؤال: ما محل «أن كان ذا مالٍ» من الإعراب؟
الجواب: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ} في محل جر بلام محذوفة أو نصب على نزع الخافض.
(٣) سؤال: ما الوجه في حذف المسند إليه هنا؟
الجواب: الوجه هو العلم به بالقرينة مع الإيجاز.
(٤) سؤال: هل هذه اللفظة مأخوذة من الوسم بمعنى العلامة أم ماذا؟
الجواب: نعم، هي كذلك.