سورة الحاقة
  لمصلحتهم ومنفعتهم؛ ليتذكروا بمواعظه، ويعتبروا بقصصه وأخباره، ويتدبروا آياته، ولكنه لا ينتفع به إلا المتقون.
  {وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ(١) مُكَذِّبِينَ ٤٩ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ٥٠} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى قريشاً بأنهم لن يؤمنوا بالقرآن ولن يصدقوا آياته، وأنه يكون حسرة عليهم يوم القيامة وذلك على ما فاتهم من الإيمان به.
  {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ٥١} وأخبرهم أيضاً إن آياته كلها حق وصدق لا كذب فيها أو افتراء، ولا تغيير فيها أو تبديل.
  {فَسَبِّحْ بِاسْمِ(٢) رَبِّكَ الْعَظِيمِ ٥٢} فنزه الله سبحانه وتعالى يا محمد عن الشريك وما ينسبه إليه المشركون من الباطل، واستمر في تبليغ دعوتك وما أمرت به، ولا تبال بتكذيبهم وإعراضهم عنك.
  * * * * *
(١) سؤال: هل يفيد هذا بعضية المكذبين من المخاطبين أو لا؟
الجواب: نعم، يفيد بعضية المكذبين من المخاطبين ويراد بهم المشركون.
(٢) سؤال: ما معنى الباء هنا؟ وكذا ما الذي تفيده الفاء في قوله «فسبح»؟
الجواب: الباء هنا للآلة كالتي في «كتبت بالقلم» ومفعول «سبح» محذوف أي: فسبح الله بذكر اسمه العظيم، والفاء هي الفصيحة كما يظهر.