سورة المعارج
  سَنَةٍ ٤} كان المشركون يستعجلون من النبي ÷ إنزال عذاب الله تعالى الذي يتوعدهم به، ويزعمون أنه إن كان صادقاً فليأتهم به، وكل ذلك سخرية منهم واستهزاء بمحمد ÷، فتحدث الله سبحانه وتعالى عنهم بأنهم يسألون شراً واقعاً بهم لا محالة، ويطلبون عذاباً لا راحة لهم فيه وسينزله الله بهم ولا يملك أحد دفعه عنهم.
  ثم وصف نفسه بأنه مالك الأمر(١) يوم القيامة الذي تعرج فيه الملائكة وعلى رأسهم جبريل # لتنفيذ أحكام الله في عباده من الحساب والجزاء وغير ذلك، والذي سيكون طوله خمسين ألف سنة من سني الدنيا.
  {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ٥} فاصبر يا محمد ولا تستعجل نزول العذاب بهم؛ لأنه ÷ كان يتمنى أن يعجل الله سبحانه وتعالى إنزال عذابه بهم حين طالت مدة أذيتهم وتكذيبهم واستهزائهم به مع ما هم عليه من النعمة والترف والثراء وسعة الأموال، والصبر الجميل: أن لا يتشكى منهم أو يبدي التضجر من أذيتهم.
  {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ٦ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ٧} كانوا يستبعدون يوم القيامة، وينكرونه أشد الإنكار بينما هو قريب عند الله سبحانه وتعالى، فكل آت قريب مهما طال الزمن.
= فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٥}، فهذا العروج هو من الدنيا فيرسل الله تعالى جبريل بالوحي إلى الأرض ثم يعرج إلى السماء فيقطع جبريل # مسافة النزول والعروج في وقت في حساب البشر بألف سنة.
(١) سؤال: فضلاً ما نوع اسمية «المعارج»؟ وهل تريدون أن معنى «ذي المعارج» مالك الأمر؟ أم ماذا؟
الجواب: المعارج جمع: مِعْرج أو معراج، وحذفت في الجمع الألف ولم تقلب ياء. هذا ولم نقصد أن «ذي المعارج» بمعنى مالك الأمر، وإنما قصدنا أن المراد بالكلام كله يوم القيامة حيث يجازي الله المشركين والمؤمنين كلاً بما يستحقه بدليل قوله في آخر الآية: {فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ٥} أي: انتظر يا محمد ولا تستعجل نزول العذاب بقومك واصبر فسيلقون جزاءهم يوم القيامة {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ٦ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ٧}.