سورة نوح
  من الذهب والفضة، وسيرزقهم الأولاد الصالحين، وسيصلح أراضيهم وبلادهم.
  {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ١٣ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ١٤}(١) وكان يستنكر عليهم عدم مبالاتهم بالله تعالى، وعدم إعطائه ما يستحقه من الإجلال والتعظيم وهم يعرفون أنه الذي خلقهم أطواراً، يعني: على مراحل متعددة من النطفة، ثم العلقة، ثم المضغة، وهكذا إلى أن يصير بشراً سوياً.
  {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا(٢) ١٥ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ١٦} ويستنكر عليهم لماذا لا ينظرون ويتفكرون فيما حولهم من السماوات؟ ومن الذي قدر على ذلك الخلق العظيم وأحكمها ذلك الإحكام؟ ومن الذي زينها بالشمس الوهاجة والأقمار المنيرة؟ ألا يدل ذلك على إله واحد، وقادر مدبر حكيم؟ ثم أليس يستحق من كان كذلك أن يخص بالعبادة وحده؟ ومعنى «طباقاً»: سماء فوق سماء.
  {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا(٣) ١٧ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ
(١) سؤال: فضلاً لو أعربتم هاتين الآيتين لكان مناسباً؟ وما هو التحقيق في معنى «لا ترجون»؟ ومم أخذ؟
الجواب: «ما» اسم استفهام مبتدأ، «لكم» متعلق بمحذوف خبر، «لا ترجون لله وقاراً» الجملة في محل نصب حال من الضمير المجرور. «لا» نافية، «ترجون» فعل وفاعل، «لله» متعلق بمحذوف حال من المفعول «وقاراً». «وقد خلقكم أطواراً» الجملة في محل نصب حال من فاعل «ترجون»، «قد» حرف تحقيق، «خلقكم» فعل وفاعل ومفعول، «أطواراً» حال مؤولة بمشتق؛ لأن المعنى متنقلين من طور إلى طور.
ومعنى «لا ترجون» لا تأملون لله وقاراً أي: تعظيماً، هكذا أفاد صاحب الكشاف.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً؟
الجواب: «كيف» اسم استفهام في محل نصب حال من مفعول خلق، وخلق الله سبع سموات فعل وفاعل ومفعول. «طباقاً» نعت لسبع سموات.
(٣) سؤال: ما الذي يفيدنا هذا المصدر من معنى؟
الجواب: يفيد أن أصل خلق البشر من الطين.