سورة نوح
  إِخْرَاجًا ١٨} وأخبرهم بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقهم وجعل أصلهم من التراب بقدرته، وأنه الذي سيميتهم فيعادون إلى الأرض ويدفنون فيها، ثم يبعثهم بعد ذلك للحساب والجزاء.
  {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ١٩ لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ٢٠} وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي مهد لهم هذه الأرض، وجعلها صالحة لسكناهم ومعيشتهم على ظهرها، وهو الذي شق(١) لهم الطرق بين جبالها ليسهل لهم التنقل في أرجائها.
  يذكرهم نوح # بنعم الله تعالى عليهم، ويطلعهم على آثار رحمته بهم لعلهم يرجعون إليه ويتركون ما هم عليه من الشرك وعبادة الأصنام.
  {قَالَ نُوحٌ(٢) رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ٢١} ولكنهم على الرغم من كل ذلك لا زالوا على عصيانهم وتمردهم لا ينفكون عنه، ولا زالوا معرضين عنه مختارين اتباع كبارهم وقاداتهم أهل الأموال الطائلة والأولاد.
  {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا(٣) ٢٢ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا
(١) سؤال: يقال: ظاهر الآية أن الله بسط الأرض لغرض أن يتخذوا منها طرقاً واسعة، فكيف؟ وهل «من» في قوله: «لتسلكوا منها» على بابها فكيف؟ أم أنها بمعنى «في»؟
الجواب: نعم ظاهر الآية هو كذلك فبسط الأرض هو لذلك الغرض أي: ليسهل التنقل فيها وليتمكنوا من الوصول إلى حيث شاءوا منها وإلى حيث تكثر بركاتها وخيراتها، و «من» على بابها لتضمن «تسلكوا» معنى: تأخذوا.
(٢) سؤال: ما السر في الإظهار موضع الإضمار هنا؟ وهل هناك وجه في نسبة العصيان إليه # دون الباري تبارك وتعالى؟
الجواب: يسمى هذا بالالتفات، وقد انتقل هنا من التكلم إلى الغيبة، والنكتة هي تنشيط ذهن السامع للإصغاء للخطاب، والوجه في نسبة عصيان قومه إليه دون الباري يقال: لأن الشكوى لا تتم إلا إذا صدر من المشكو به إلى الشاكي ما يوجب الشكوى، والذي أوجب الشكوى هنا هو عصيانهم له.
(٣) سؤال: فضلاً ما نوع اسميتها؟ وما إعراب «لا تذرن» وتحليلها؟
=