سورة نوح
  سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا ٢٣} وشكا إلى الله سبحانه وتعالى مكرهم به وتدبيرهم الحيل والمكائد للتخلص منه، وطمس ما جاءهم به من الدين والهدى، وعكوفهم على آلهتهم وتظاهرهم عليها، وكانت أسماؤها: وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً(١).
  {وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا} أراد نوح # أن أشراف قومه وكبراءهم قد أضلوا بقية القوم وأغووهم عن اتباعه، وعن الإيمان به.
  {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا ٢٤} ثم دعا نوح # ربه أن يحكم بينه وبينهم، وأن ينتقم له منهم، وأن يسلب عنهم توفيقه ولطفه.
  {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ(٢) أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا ٢٥} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى قريشاً بأنه قد عذب قوم نوح وأغرقهم بسبب كفرهم وتكذيبهم وتمردهم، وأنه سيعذبهم بعد ذلك في نار جهنم خالدين فيها أبداً.
=
الجواب: «كباراً» صفة مبالغة غير مقيسة، «لا» للنهي، «تذرن» مضارع مجزوم بحذف النون، والواو فاعل؛ لأن الأصل: تذرون فجاءت نون التوكيد فصار: تذرونن، فحذفت نون الرفع للجازم، فلما حذفت اجتمع ساكنان هما الواو أي: واو الجمع والنون المدغمة الساكنة، فحذفت لذلك الواو وأبقيت الضمة على الراء لتدل على الواو فصار: تذرُنّ.
(١) سؤال: هل صح لكم تعيين القبائل العربية التي اتخذت هذه الأصنام آلهة لها بعد أن عبدها قوم نوح، حيث كان (وداً) لكلب بدومة الجندل، و (سواعاً) لهذيل، و (يغوث) لبني عطيف من مراد بالجوف، و (يعوق) لهمدان، و (نسراً) لذي الكلاع من حمير؟ ومن هم قوم نوح الذين ابتدأوا عبادتها؟ وأين كانوا؟
الجواب: قد يكون الحال كما روي وكما ذكرتم بدليل أن العرب كانوا يسمون: عبد ود، وعبد يغوث. وقوم نوح هم الذين عرف عنهم عبادة ود وسواع ويغوث ويعوق، كما ذكر في هذه السورة. ولم يرد في القرآن تسمية بلادهم، ومن المحتمل أنهم كانوا يسكنون بابل بالعراق.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب: «مما خطيئاتهم»؟ وهل تفيدنا الفاء في قوله: «فأدخلوا ناراً» أنهم دخلوها عقيب الإغراق فتكون دليلاً على عذاب القبر؟
الجواب: «من» حرف جر، و «ما» صلة وتوكيد، و «خطيئاتهم» مجرور بمن، وخطيئاتهم مضاف والضمير مضاف إليه، وبالاتفاق ونصوص القرآن أن دخول أهل النار في جهنم إنما يكون يوم القيامة، وعذاب القبر معلوم لا خلاف فيه بين فرق المسلمين، وإن كان ثمة خلاف فإنما هو في كيفيته.