محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة نوح

صفحة 526 - الجزء 4

  {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا⁣(⁣١) ٢٦ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ⁣(⁣٢) يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ٢٧} ودعا الله سبحانه وتعالى أن يهلكهم ويستأصلهم عن بكرة أبيهم، وأن لا يترك على الأرض منهم أحداً؛ لأنهم أهل ضلال وإضلال، ولأن أولادهم سيكونون على دينهم وباطلهم وضلالهم، ولا يولد لهم ولد إلا كان مثلهم في الكفر والفجور.

  {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ٢٨} ثم دعا الله سبحانه وتعالى له⁣(⁣٣) ولوالديه ولمن اتبعه وآمن به أن يشملهم برحمته ومغفرته، وأن يهلك الظالمين ويدمرهم هلاكاً بالغاً ودماراً عظيماً.

  وقد أراد بقوله: {وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا} من اتبعه وآمن به⁣(⁣٤).

  * * * * *


(١) سؤال: ما نوع اسمية «ديّاراً»؟

الجواب: قد يكون أصله النسبة إلى الدار كجزار وبقّال ونجّار وحجّام.

(٢) سؤال: ما هو الداعي لنوح # أن يقول: «إنك إن تذرهم ..» وهو يعرف بأن ربه عالم بكونهم كذلك؟

الجواب: الداعي هو بيان استحقاقهم للإهلاك كما يقال في آخر الدعاء بالخير: وأنت أرحم الراحمين فإن ذلك مما يستدعي الإجابة، وعلى هذا فيكون الداعي هو استدعاء الإجابة.

(٣) سؤال: ما الوجه في لجوء نوح # إلى الدعاء لنفسه وأتباعه بالمغفرة مع أن المقام مقام دعاء على قومه؟

الجواب: قد يكون الوجه هو التوسل إلى الله والاستغفار بين يدي الدعاء على قومه.

(٤) سؤال: فضلاً هل على جهة المجاز أم الحقيقة؟ ومن أي الأقسام؟

الجواب: على جهة الحقيقة وذلك من حيث أنه لم يؤمن به إلا أهل بيته الذين يدخلون بيته ويأوون إليه.