محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجن

صفحة 528 - الجزء 4

  سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ٤} وأخبروهم أنه علا وعظم مقام ربنا وعظمته⁣(⁣١)، وتنزه عن اتخاذ الصاحبة والأولاد وتعالى عن كل ما ينسبونه إليه من النقص وصفات المخلوقين، والمقصود بسفيههم: كافرهم. ومعنى «شططاً»: قولاً مفرطاً خارجاً عن حد العدل والصواب.

  {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ⁣(⁣٢) الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ٥} وأخبروهم أنهم كانوا يظنون أن أحداً لن يجرؤ أن يكذب على الله سبحانه وتعالى، وينسب إليه ما لا يليق به، حتى سمعوا ما سمعوا⁣(⁣٣) من القرآن فإذا الجن والإنس يفترون على الله تعالى الكذب، وينسبون إليه ما لا يليق به من صفات النقص.

  {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ٦} ثم أخبروا قومهم عن سبب زيادة طغيان⁣(⁣٤) الجن وتكبرهم وتعاظمهم في أنفسهم أنه


(١) سؤال: مم أخذت هذه الكلمة حتى صار معناها: عظمته وجلاله؟

الجواب: في الكشاف: أن «الجد» الدولة والبخت، وإن أمكننا تعليل ذلك فنقول: سميت الدولة جداً وكذلك البخت (الحظ)؛ لأنه استجد لصاحب الدولة والبخت أمر جديد، ثم استعمل بعد ذلك في العظمة.

هذا، وقد فسر المفسرون الجد بالعظمة وذكروا للاستشهاد بأثر عن أنس: «كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا» أي: عظم، وقيل: أمر ربنا، وقيل: فعله، وقيل: آلاؤه ونعماؤه، وقيل: ملكه، وقيل: ذكره، وقيل: سلطانه، وقيل: غناه.

(٢) سؤال: ما إعراب «أن لن تقول»؟

الجواب: «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، والجملة «تقول الإنس» في محل رفع خبر «أن»، و «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي «ظننا».

(٣) سؤال: هل يصح لكم تعيين الآيات أو السورة التي سمعوها؟

الجواب: لم يعين في القرآن السورة أو الآيات التي سمعوها.

(٤) سؤال: فضلاً مم أخذت هذه اللفظة حتى صار معناها الطغيان؟ وهل يصح أن يعود ضمير المفعول في «فزادوهم» على الإنس المستعيذين أم لا؟

=