سورة الجن
  سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ٤} وأخبروهم أنه علا وعظم مقام ربنا وعظمته(١)، وتنزه عن اتخاذ الصاحبة والأولاد وتعالى عن كل ما ينسبونه إليه من النقص وصفات المخلوقين، والمقصود بسفيههم: كافرهم. ومعنى «شططاً»: قولاً مفرطاً خارجاً عن حد العدل والصواب.
  {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ(٢) الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ٥} وأخبروهم أنهم كانوا يظنون أن أحداً لن يجرؤ أن يكذب على الله سبحانه وتعالى، وينسب إليه ما لا يليق به، حتى سمعوا ما سمعوا(٣) من القرآن فإذا الجن والإنس يفترون على الله تعالى الكذب، وينسبون إليه ما لا يليق به من صفات النقص.
  {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ٦} ثم أخبروا قومهم عن سبب زيادة طغيان(٤) الجن وتكبرهم وتعاظمهم في أنفسهم أنه
(١) سؤال: مم أخذت هذه الكلمة حتى صار معناها: عظمته وجلاله؟
الجواب: في الكشاف: أن «الجد» الدولة والبخت، وإن أمكننا تعليل ذلك فنقول: سميت الدولة جداً وكذلك البخت (الحظ)؛ لأنه استجد لصاحب الدولة والبخت أمر جديد، ثم استعمل بعد ذلك في العظمة.
هذا، وقد فسر المفسرون الجد بالعظمة وذكروا للاستشهاد بأثر عن أنس: «كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا» أي: عظم، وقيل: أمر ربنا، وقيل: فعله، وقيل: آلاؤه ونعماؤه، وقيل: ملكه، وقيل: ذكره، وقيل: سلطانه، وقيل: غناه.
(٢) سؤال: ما إعراب «أن لن تقول»؟
الجواب: «أن» مخففة من الثقيلة، واسمها ضمير الشأن، والجملة «تقول الإنس» في محل رفع خبر «أن»، و «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر ساد مسد مفعولي «ظننا».
(٣) سؤال: هل يصح لكم تعيين الآيات أو السورة التي سمعوها؟
الجواب: لم يعين في القرآن السورة أو الآيات التي سمعوها.
(٤) سؤال: فضلاً مم أخذت هذه اللفظة حتى صار معناها الطغيان؟ وهل يصح أن يعود ضمير المفعول في «فزادوهم» على الإنس المستعيذين أم لا؟
=