محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجن

صفحة 537 - الجزء 4

  يوحي إليه برسالة يبلغها إلى الناس، ويُوَكِّل بهذا المبلغ حفظة يحفظونه - من ملائكته - ويحرسونه حتى يبلغ رسالته هذه عن الله سبحانه وتعالى.

  {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ٢٨} وقد أحاط علمه⁣(⁣١) بكل شيء، وأحصى عدد كل شيء ومقداره صغيراً كان أم كبيراً، فرسالات الله تعالى محفوظة من الجن والإنس حتى يبلغها رسل الله À إلى الناس.

  * * * * *


= أو ... ، و «يسلك» هنا بمعنى يجعل، ولعل التعبير بيسلك قد كان لخفاء الرصد.

(١) سؤال: إذا كان قوله «وأحاط» معطوفاً على «أبلغوا» فيكون المعنى: ليعلم الله أن علمه أحاط بما عندهم، وهذا غير مستقيم مع بلاغة القرآن؟ ولو قلنا بأن معناها: ليبلغوا رسالات ربهم ويحيط علمه تبارك وتعالى بكل شيء وهذا أيضاً غير متناسب فكيف تحليل الآية نحوياً أو من جهة إعرابها؟

الجواب: الواو في قوله «وأحاط» تكون للحال من فاعل «يسلك» وفي هذا ما يرفع الإشكال.