محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المزمل

صفحة 543 - الجزء 4

  {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ⁣(⁣١) اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى⁣(⁣٢) وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ⁣(⁣٣) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} ثم رجع الله


(١) سؤال: يقال: إذا كان معنى {أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ}: أقل منه فهو النصف، فكيف عطف «ونصفه» عليه؟

الجواب: يقال: المراد بـ «أدنى من ثلثي الليل» هو ما بين الثلثين والنصف، ليس الثلثين وليس النصف؛ لذلك صح عطف النصف عليه.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «أدنى، وثلثه، وأن لن تحصوه»؟ وما محل جملة «والله يقدر الليل» وجملة «يضربون في الأرض» وجملة «يبتغون من فضل الله»؟ وما الوجه في فصل جملتي «علم أن لن تحصوه» و «علم أن سيكون منكم مرضى»؟

الجواب: «أدنى» ظرف زمان أي: وقتاً أدنى، و «ثلثه» بالنصب عطفاً على «أدنى» أي: تقوم ثلثه، وبالكسر للثاء يكون عطفاً على ثلثي الليل، أي: تقوم أدنى من ثلثه وأدنى من نصفه، «أن لن تحصوه» أن شأنية واسمها ضمير الشأن محذوف، «لن تحصوه» جملة في محل رفع خبر «أن» الشأنية، و «أن» وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به منصوب ساد مسد مفعولي «علم»، وجملة «والله يقدر الليل والنهار» معطوفة على جملة «إن ربك يعلم أنك تقوم» فلا محل لها من الإعراب، وجملة «يضربون في الأرض» في محل رفع صفة لآخرون، وجملة «ويبتغون من فضل الله» في محل نصب حال من فاعل يضربون، وفصلت جملة: «علم أن لن تحصوه» عن سابقتها لأنها علة لها، وكذلك جملة «علم أن سيكون» فإنها علة لما قبلها.

(٣) سؤال: يقال: ظاهر الآية أن النسخ إلى قراءة ما تيسر من القرآن فهل ثبت وجوب قراءة معينة كثيرة في المنسوخ أم كيف؟ أم أنها تدل على ما تيسر من الصلاة في قيام الليل فهذا يدل على لزوم ولو ركعتين وهذا مشكل؟ وأيضاً يشكل على النسخ عن النبي ÷ ما في بعض الروايات من تعداد قيام الليل والوتر والأضحية أو نحوها في المفروضات عليه ÷ والمسنونات على أمته، فكيف ذلك؟

الجواب: في المصابيح من تفسير أهل البيت $ ما معناه - وفيه حل الإشكالات والتساؤلات -: أن قوله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ٢ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ٣ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ =