سورة المدثر
  {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ(١) رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} فهو وحده المحيط بهم، والعالم بعددهم.
  {وَمَا هِيَ(٢) إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ٣١} وهذه السورة إنما جعلها الله تعالى عظة وعبرة ليتذكر بآياتها من أراد أن يتذكر من البشر.
  {كَلَّا(٣) وَالْقَمَرِ ٣٢ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ٣٣ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ٣٤}(٤) ثم أقسم الله سبحانه وتعالى بآياته هذه ليبعث عباده على النظر والتفكر فيها، ولينظروا في آية الليل كيف يدبر ويحل مكانه ضوء النهار، ولينظروا كيف يسطع نور الفجر ويبرز من بين ظلمة الليل.
  {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ٣٥ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ٣٦ لِمَنْ شَاءَ(٥) مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ
(١) سؤال: هل المراد بهذا أصحاب النار فلماذا أطلق عليهم جنوداً؟
الجواب: كأن المراد أن التسعة عشر الذين هم ملائكة هم من جنود الله وجنود الله تعالى كثيرة لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، والتسعة عشر ليسوا إلا بعض جنوده الكثيرة.
(٢) سؤال: هل يصح عود الضمير إلى عدة أصحاب النار؟ وأيضاً هل يصح عوده إلى «سقر»؟
الجواب: يصح عود الضمير إلى اصحاب النار أو إلى «سقر» ولعل العودة إلى سقر أنسب لأنها أعظم ذكرى زاجرة، وصح عوده إلى السورة لكونها مشتملة على الذكرى الزاجرة.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «كلا» هنا؟
الجواب: هي حرف ردع وزجر لمن ينكر سقر وملائكتها.
(٤) سؤال: ما الوجه في التفريق بين قوله: «إذ أدبر» وقوله: «إذا أسفر» حيث استخدم «إذ» في الأولى «وإذا» في الثانية؟
الجواب: الوجه هو وضوح آية عظمة الله وقدرته في وقت إدبار الليل وذهابه وذلك هو وقت الفجر.
(٥) سؤال: فضلاً ما إعراب «نذيراً» وكذا «لمن شاء»؟
الجواب: «نذيراً» تعرب - كما قال الزمخشري - تمييزاً من «إحدى الكبر» على معنى أنها إحدى الدواهي إنذاراً كما تقول: هي إحدى النساء عفافاً، فيكون «نذيراً» بمعنى الإنذار، وأعربه بعضهم حالاً من الضمير في إحدى الكبر، أي: حال كونها منذرة للبشر، وقيل: حالاً على المعنى كأنه قيل: عظمت نذيراً أي منذرة، وفيها إعراب غير ما ذكرنا، وقوله: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ} يعرب بدلاً من قوله: «للبشر» بإعادة الجار.