محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القيامة

صفحة 562 - الجزء 4

  {كَلَّا⁣(⁣١) إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ٢٦ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ⁣(⁣٢) ٢٧ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ٢٨ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ٢٩ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ٣٠} كان المشركون ينكرون البعث والحساب أشد الإنكار، فأجاب الله سبحانه وتعالى عليهم بأن ينتظروا حتى تحين ساعة الموت وانتزاع الروح؛ كيف سيكون حال أحدهم حينها وهو يسمع من بجنبه يتشاورون في البحث عن طبيب⁣(⁣٣) يطبه ويعالجه، ولكنه قد أيقن أن الطبيب لن ينفعه، وأن ساعته قد حانت، ونهايته قد أوشكت، وحان فراق الأهل والأحباب، فيلفون⁣(⁣٤) رجليه ويربطونه من ساقيه، وحان موعد رحيله إلى ربه، فإما إلى رحمته وإما إلى عذابه. ومعنى «بلغت التراقي»: وصلت الروح إلى الترقوة (أعلى الصدر).

  {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ٣١ وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ٣٣}⁣(⁣٥) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن حال ذلك المنكر للبعث والحساب


(١) سؤال: هل «كلا» هذه كالتي سبقتها أم لا؟ فما معناها؟

الجواب: هي كسابقتها، ويمكن أن تكون للردع والزجر عن فعل ما يوجب الفاقرة.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «من راق»؟ وهل جواب الشرط قوله: {إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ ٣٠} فلم حذفت الفاء منه؟ أم غيره فما هو؟

الجواب: «من راق» مبتدأ وخبر، «إلى ربك يومئذ المساق» دليل الجواب، وليس هو الجواب، والتقدير: إذا بلغت التراقي وقيل ... تساق إلى ربها، أو يكون الجواب مبهماً لتهويل ما يحصل عند نزول الموت أي: كان ما لا تبلغ العبارة وصفه من الأهوال المفاجئة.

(٣) سؤال: ما الوجه في التعبير بالراقي عن الطبيب؟

الجواب: «راقي» اسم فاعل من رقى يرقى أي: يطبّ ويداوي.

(٤) سؤال: هل يمكن حمل التفاف الساق بالساق على انضمام شدة إلى شدة في ذلك المقام؟ أم أن الأولى حملها على ظاهرها؟

الجواب: الأولى حملها على ظاهرها؛ لأن ما تقدمها من الصفات في كيفية الاحتضار وبلوغ التراقي وطلب الراقي فالمناسب أن يذكر الموت بعد ذلك الذي دل عليه بذكر التفاف الساق بالساق.

(٥) سؤال: ما الوجه في قوله: «إلى أهله»؟ وما محل جملة «يتمطى»؟

=