سورة القيامة
  مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى ٣٩ أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ٤٠}(١) فلماذا لا ينظر هذا المنكر ويتفكر في بداية خلقه كيف خلقه الله تعالى من النطفة ذلك الماء المهين الذي يراق في الرحم، ثم تحولت تلك النطفة بقدرته إلى بشر سوي إما ذكراً وإما أنثى؟ فلماذا يستبعد قدرة الله تعالى على بعث الموتى، وقد قدر على خلق الإنسان وإحيائه؟
  * * * * *
(١) سؤال: هل في هذه الآيات دليل على إثبات القياس العقلي الذي يستخدمه أهل علم الكلام؟ وهل يصح استخدامه في إثبات صفات الله وما يجوز عليه منها وما لا يجوز أم لا؟ ولماذا؟ وكيف يصح أن نستدل بها على إثبات القياس الشرعي الذي يعتبر الدليل الرابع؟
الجواب: نعم فيها دليل واضح على إثبات القياس العقلي، ولا يحتاج إثباته إلى دليل؛ لذلك احتج الله تعالى على المشركين به؛ لأنهم لا يقدرون على رده، ولا يسعهم إنكاره، ويصح الاستدلال به في أصول الدين وغيره. وتدل الآية أيضاً على إثبات حجية القياس الشرعي مع أنه لا داعي للاستدلال على حجته؛ لأن العقل يحكم قبل ورود الشرع بالعمل به، ألا ترى أن الطبيب لو أمر المريض مثلاً بترك أكل العنب والعسل لأنه حَالٍ أو بسبب حلاوتهما؛ فإن العقل يدرك أن التمر والسكر مثل العنب والعسل.