محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الإنسان

صفحة 566 - الجزء 4

  على ذلك، وجعل له من السمع والبصر والعقل ليؤدي ما كلف به من طاعة الله.

  {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ⁣(⁣١) إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ٣}⁣(⁣٢) وقد كلفه الله سبحانه وتعالى ودله على طريق الهدى والصواب، فانقسم الناس قسمين فمنهم من أدى حق شكره بما افترض عليه من الطاعات، ومنهم من كفر بالله تعالى وجحد بآياته وأعرض عنها.

  {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ٤}⁣(⁣٣) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه قد أعد لأولئك الذين كفروا وجحدوا - بعد أن هداهم ودلهم على الطريق المستقيم - العذاب الشديد في نار جهنم يقيدون فيها بسلاسل من نار، ثم يسحبون فيها على وجوههم.

  {إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ⁣(⁣٤) كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ٥ عَيْنًا⁣(⁣٥) يَشْرَبُ بِهَا


(١) سؤال: هل السبيل اسم جنس محلى بالألف واللام فيفيد العموم ويصدق على أن الله قد بين له طريق الضلال وتوافق آية البلد: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ١٠}، أم كيف؟

الجواب: يصح كون اللام للجنس كما ذكرتم أي: بينا له طريق الحق والباطل والهدى والضلال والإيمان والكفر، ويصح أن تكون للعهد الذهني أي: سبيل الهدى بما أنزله من الحق على لسان رسوله ÷.

(٢) سؤال: فضلاً ما هو الإعراب لـ «شاكراً وكفوراً» بما يوافق المعنى؟

الجواب: «شاكراً» حال من الهاء أي: هديناه في حاليه، أي: حال شكره وحال كفره، أو هديناه حال كونه منقسماً إلى شاكر وكفور، والتفسير للآية هو مبني على المعنى.

(٣) سؤال: ما الفرق بين السلاسل والأغلال حين عطف إحداهما على الأخرى؟

الجواب: السلاسل: هي من حديد منها ما ذكر في قوله تعالى: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ٣٢}⁣[الحاقة]، والأغلال: هي من حديد تغل به الأيدي إلى الأعناق وهي قصيرة.

(٤) سؤال: هل المراد بـ «كأس» الخمر أم الزجاجة نفسها؟

الجواب: المراد بها الخمر فلا يقال: كأس، إلا لما فيه خمر.

(٥) سؤال: فضلاً ما إعراب «عيناً» وهل الباء في «بها» بمعنى «من» أم ماذا؟

الجواب: «عيناً» بدل من «كافوراً». والباء للآلة أي: يشربون الكأس بالكافور أي: جعل كالآلة للشرب.