سورة النازعات
  {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ(١) ١٣ فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ ١٤} وأخبرهم الله تعالى أن ذلك ليس بمستبعد في قدرته فليس الأمر إلا صيحة واحدة يبعث بها جميع الأولين والآخرين على أرض المحشر(٢).
  {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى ١٥ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ١٦ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ١٧ فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى ١٨ وَأَهْدِيَكَ(٣) إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ١٩} ثم ينبه الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ إلى تذكر قصة موسى #، وما كان من شأنه حين ناداه ربه في الواد المقدس وأمره بالخروج إلى فرعون ليدعوه إلى الإيمان والتصديق بالله تعالى، وأن يزكي نفسه ويطهرها من أدناس الشرك وأرجاس الجاهلية وأعمال الكفر والضلال، وقد أتاه بأسباب التزكية من عند الله تعالى إن أراد أن يأخذ بها، وهي الإيمان بالله تعالى وإخلاص العبادة له وحده وترك الظلم والفساد والطغيان.
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «هي زجرة واحدة فإذا»؟
الجواب: «هي زجرة» مبتدأ وخبر. «واحدة» صفة مؤكدة، والفاء عاطفة للمسبب على السبب، «إذا» للمفاجأة، وهي حرف وليست اسماً.
(٢) سؤال: يفهم من هذا أن معنى الساهرة أرض المحشر، فما وجه تسميتها بذلك؟
الجواب: الوجه في تسميتها ساهرة هو كون أهل المحشر يسهرون عليها أي: لا ينامون.
(٣) سؤال: ما معنى «هل» في قوله «هل أتاك»؟ وفي قوله «هل لك»؟ وعلام عطف قوله: «وأهديك»؟ وهل قوله «طوى» بدل من الواد؟
الجواب: هل للاستفهام التقريري أو بمعنى «قد»، والمعنيان متقاربان، والاستفهام في قوله: «هل لك إلى أن تزكى» هو للعرض أي: أنه يستدعي فرعون إلى الإيمان بصورة لطيفة لينة، «وأهديك» معطوف على «أن تزكى»، و «طوى» بدل من الواد المقدس.
سؤال: ما الذي نأخذه من قوله: «هل لك إلى أن تزكى»؟
الجواب: نأخذ من هذه الآية أن على الدعاة إلى الله والمرشدين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أن يتلطفوا في إرشاد الناس وتعليمهم.