محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الانشقاق

صفحة 616 - الجزء 4

  أَهْلِهِ مَسْرُورًا ٩}⁣(⁣١) فإن كنت أيها الإنسان من أهل طاعة الله تعالى فستأخذ كتابك بيمينك⁣(⁣٢)، وسيحاسبك الله تعالى حساباً يسيراً، وتعلوك البهجة والسرور والفرح والحبور بما كتب الله سبحانه وتعالى لك من الفوز برضوانه والسلامة من نيرانه.

  {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ١٠ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا⁣(⁣٣) ١١ وَيَصْلَى سَعِيرًا ١٢ إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ١٣ إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ⁣(⁣٤) ١٤ بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا ١٥}⁣(⁣٥) وأما أهل المعاصي والسيئات فسيأخذون صحف أعمالهم


(١) سؤال: من المراد بالأهل الذين ينقلب إليهم المؤمن؟ وهل معنى الانقلاب إليهم أنهم قد تقدموه إلى الجنة أم ماذا؟

الجواب: المراد بالأهل الأقارب، ينقلب إليهم في المحشر إلى موقفهم يبشرهم بفوزه، كما هي العادة في الدنيا فإن الفائز بأمر ينقلب إلى أهله وإخوانه وأصحابه يبشرهم بما ناله من الفوز والنجاح بل إنه يطير إليهم فرحاً ولا يلتفت إلى أحد حتى يصل إليهم، والمراد المؤمنون من أهله الذين يفرحون لفرحه.

(٢) سؤال: هل تميلون للظاهر في هذه الآية أي: أن أخذ الصحف بالأيدي اليمنى واقع على حقيقته في حق المؤمنين والعكس في غيرهم أم لا؟ مع تعليل نظركم الثاقب.

الجواب: العمل حسب الظاهر أولى وليس هناك ما يمنع من القول به.

(٣) سؤال: ما إعراب «وراء ظهره» مفصلاً وكذا: «يدعو ثبوراً»؟

الجواب: «وراء» منصوب بنزع الخافض والأصل من وراء ظهره، أي أن يديه تكونان مربوطتين وراء ظهره كالأسير فيأخذ صحيفته بشماله المربوطة وراء ظهره، «يدعو» مضارع وفاعله ضمير مستتر، «ثبوراً» مفعول به.

(٤) سؤال: فضلاً ما إعراب «أن لن يحور» و «بلى»؟ وما وجه فصل جملة «إنه ظن أن لن يحور» عن سابقتها مع كون الجملتين مسوقتين لبيان سبب صليه في النار؟

الجواب: «أن» مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن، «لن يحور» جملة في محل رفع خبر «أن»، و «أن» وما دخلت عليه في محل نصب مفعول به ساد مسد المفعولين، «بلى» حرف جواب. فصلت لأن كل واحدة من الجملتين علة مستقلة وليس مجموع الجملتين علة واحدة.

(٥) سؤال: ما وجه تذييل هذه الآيات بقوله سبحانه: «إنه كان به بصيراً»؟

=