محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفجر

صفحة 638 - الجزء 4

  سبحانه وتعالى صفة الإنسان الكافر بقساوة القلب فلا يعطف قلبه على يتيم، ولا يلتفت إلى حاجة مسكين لشدة طمعه وحرصه على جمع المال وحبه. ومعنى «أكلاً لماً» أكلاً ذا جمع من حل وغير حل، و «حباً جماً»: حباً كثيراً بالغاً.

  {كَلَّا⁣(⁣١) إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ٢١ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ٢٢ وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ٢٣ يَقُولُ يَالَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ٢٤ فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ⁣(⁣٢) أَحَدٌ ٢٥⁣(⁣٣) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ٢٦} سيندم الإنسان الكافر على ما أسلف في الدنيا حين يدك الله الأرض دكاً، وحين يقف بين يدي ربه للحساب والجزاء، وحين يرى جهنم ماثلة أمامه، فحينئذ سيذوق وبال أعماله في عذاب جهنم ويقيد بأغلال من نار جهنم⁣(⁣٤).

  {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ٢٧ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً⁣(⁣٥) ٢٨ فَادْخُلِي


(١) سؤال: هل هذه مثل التي تقدمتها؟ وما إعراب «دكاً دكا»؟

الجواب: «كلا» ردع وزجر مثل الأولى. «دكاً دكاً» مصدرين وليس الثاني تأكيداً بل جيء به للاستيعاب.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «عذابه» مفصلاً؟

الجواب: «عذابه» مفعول مطلق والضمير لله، أي: مثل عذابه أحد.

(٣) سؤال: ما الوجه في وصف العذاب بأنه لا يفعله أحد؟

الجواب: الوجه هو تعظيم العذاب والتخويف به.

(٤) سؤال: هل تريدون أن العامل في «إذا» الظرفية هو «يتذكر» فما يكون إعراب «يومئذ يتذكر»؟ أو أن العامل «الذكرى» فهل تعمل خصوصاً مع قوله «أنى»؟ أم كيف؟

الجواب: العامل في «إذا» هو يتذكر؛ لأنه جواب «إذا» الشرطية، و «يومئذ» في قوله: «يومئذ يتذكر» هي بدل من «إذا» الشرطية، وليس العامل هو الذكرى.

(٥) سؤال: فضلاً ما إعراب: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ٢٧} وقوله: {رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ٢٨

الجواب: «يا» حرف لنداء البعيد، «أيتها» منادى والهاء صلة، «النفس» صفة للمنادى على لفظه أو بدل، «المطمئنة» صفة للنفس، «راضية مرضية» حالان متعاقبان من فاعل «ارجعي».