سورة النساء
  {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ}(١) على الورثة أن يخرجوا الدين أولاً، ثم الوصية، ثم يقتسموا الباقي على ما فرض الله.
  {آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا(٢) فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ١١} تولى الله تعالى قسمة المواريث، وأعطى كل واحد قسمه، وأما أنتم فلا تدرون كيفية قسمتها لو وكلها الله إليكم، ومن هو الذي يستحق الأكثر، هل الأب أم الابن أم الأم؟ ولكن الله قد أعطى كل واحد ما يستحقه، وهذا الذي فرضه الله واجب فرضه عليكم بعلمه وحكمته التي اقتضت
= بالأختين ولا بأخ وأخت» أو كما قال. وروي عن علي # من وجه آخر: أنه كان يحجب بالأختين. وقد استقر الحجب بالأخوين والأختين بين جماهير السلف والخلف والمسألة نظرية، والله أعلم.
(١) سؤال: قوله: {مِنْ بَعْدِ} بماذا تعلق؟
الجواب: بما تعلق به الجار والمجرور: {فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ}.
سؤال: ما الوجه في تقديم الوصية على الدين، والمعلوم العكس؟
الجواب: قدمت لئلا يتهاونوا بها وليهتموا بتنفيذها، وربما أنهم كانوا لا يهتمون بها مثل الدين فقدمت لذلك.
(٢) سؤال: هل يصح أن تحمل الآية على الإيصاء، وأننا لا ندري أيهم أنفع حتى نوصي له بالأكثر بدلالة: {أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا} أم لا؟
الجواب: الأولى هو ما ذكرناه، وقد قال الزمخشري: إنها في الوصايا ورجحه على غيره مستدلاً بأنها معترضة بين الوصية {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} وبين {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ}. قلنا: الجملة معترضة كما ذكر الزمخشري إلا أنها بين فرض الفرائض التي ذكرها الله وبين قوله: {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ}.
سؤال: علام نصب «فريضة»؟
الجواب: «فريضة» مفعول مطلق مؤكد لمضمون الكلام السابق.