سورة النساء
  فوق - فهم شركاء في الثلث(١).
  {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ} قَيَّد هنا الوصية بعدم المضارة؛ لأن الميت الذي لا ولد له ولا والداً مظنة لأن يضارَّ في وصيته.
  {وَصِيَّةً(٢) مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ١٢ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ}(٣) فلا تعتدوها، أخبر الله تعالى بأن هذه تعاليمه وحدوده فلا تعتدوها، ولا تجاوزوها والتزموا بها.
  {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٣} إن المطيعين لله ورسوله والملتزمين بتعاليمه وحدوده - يثيبهم الله تعالى ويدخلهم الجنة خالدين فيها وأدركوا الفوز العظيم.
  {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ١٤} ومن خالف تلك الأوامر والحدود التي حدها الله تعالى - فسيدخله ناراً خالداً فيها أبداً.
  وهذه الآية خطاب للمؤمنين الذين يشهدون ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا خالف هؤلاء أوامره وتعاليمه - فسيخلدهم الله في النار.
  وفي هذه الآية رد على القائلين بعدم الخلود لمن يشهد ألا إله إلا الله؛ لأن هذه
(١) – سؤال: فإذا كان له أم مع الإخوة لأم فكيف الميراث؟ ولمن الباقي؟
الجواب: للأم السدس، وللإخوة لأم الثلث، والباقي للعصبة، فإن لم يكن للميت عصبة رد الباقي على الأم والإخوة لأم، فيكون للأم الثلث وللإخوة لأم الثلثان، كان أصل المسألة من ستة وبعد الرد ثلاثة.
(٢) – سؤال: ما إعراب «وصية»؟ وإعراب «غير مضار»؟
الجواب: «وصية»: مصدر منصوب مؤكد لما فصله الله تعالى من المواريث، أو يكون مؤكداً لـ «يوصيكم» في قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ}، وغير مضار: «غير» منصوب على الحالية من فاعل يوصي.
(٣) – سؤال: هل الإشارة بـ «تلك» إلى قسمة المواريث؟
الجواب: الإشارة هي إلى الأحكام التي حدد الله تعالى فيها لكل وارث ما يستحقه من الميراث.