محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النساء

صفحة 392 - الجزء 1

  {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ١٧١} فالله رقيب على السماوات والأرض، وما فيهما وعلمه محيط بكل شيء.

  {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} خاطب الله النصارى بأن المسيح لن يستكبر أن يكون عبداً لله، فلماذا استكبرتم وقلتم: إنه لا يصح أن يكون عبداً لله، وكذلك الملائكة المقربون لن يستكبروا عن العبودية لله تعالى فهم معترفون أنهم عبيده.

  {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ١٧٢} ومن استكبر من عباده عن عبادة الله وادعى لنفسه الربوبية؛ فإن مرجعه إلى الله، وسيحاسبه ويجازيه، وهذا تهديد منه جل وعلا.

  {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ١٧٣}⁣(⁣١) هذا مصير الذين سيحشرهم الله إليه في قوله: {فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ١٧٢} أما المؤمنون المطيعون لله فإن الله تعالى يمدهم بأنوار التوفيق والتسديد، ويمدهم بمعونته ورعايته، ثم يوفيهم أجرهم وثوابهم أجراً كاملاً، ثم يزيدهم على أجرهم زيادة من فضله، ولم يحدد مقدار الزيادة ولكنها زيادة عظيمة، والعطية تكون بقدر المعطي، وأما الذين استنكفوا واستكبروا عن التواضع لأوامر الله تعالى ورسوله ÷ فليس لهم إلا العذاب الأليم في نار جهنم لا يجدون حينئذ من يدفع عنهم عذاب الله فكل واحد من أهل الموقف مشغول بنفسه {وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ١٠}⁣[المعارج].

  {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ١٧٤}


(١) – سؤال: هل في الآية ما يدل على أن الثواب ليس تفضلاً بل مقابلاً للأجرة، والزيادة تفضل؟

الجواب: نعم في الآية ما يفيد ذلك.