سورة المائدة
  وهم القاصدون للحج والعمرة {يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} حال من: {آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} أي: أن مرادهم طاعة الله وتعظيم بيته الحرام، والحصول على رضوانه، فلا تتعرضوا لهم بمنع أو أذى.
  {وَإِذَا حَلَلْتُمْ(١) فَاصْطَادُوا} فإذا حللتم من الإحرام وخرجتم من حرمة الحرم المحرم فالصيد حلال لكم.
  {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا}(٢) لا يحملكم بغض أولئك الذين صدوكم عن المسجد الحرام فيما سبق - أن تمنعوهم اليوم عن المسجد الحرام كما فعلوا بكم فيما سبق، بل اتركوهم إذا أتوا قاصدين البيت الحرام.
  {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} حث من الله تعالى على التعاون على أعمال البر والتقوى، {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ(٣) وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٢} فلا تتعرضوا بمعاصيكم لسخط الله وشديد عذابه.
  ثم بدأ في تفصيل ما استثناه في قوله تعالى: {إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} بقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ} كانوا يأكلون الدم في الجاهلية، فكانوا يسحبون
(١) سؤال: هل قوله: {حَلَلْتُمْ} يشمل المعنيين؟
الجواب: هو يشملهما، فلا يحل الصيد إلا إذا خرج المحرم من حرمة الإحرام، وحرمة الحرم المحرَّم.
(٢) سؤال: ما موقع: {أَنْ صَدُّوكُمْ} الإعرابي؟ وكذا: {أَنْ تَعْتَدُوا}؟
الجواب: {أَنْ صَدُّوكُمْ} مجرور بحرف جر مقدر متعلق بـ {لَا يَجْرِمَنَّكُمْ} تقديره: لأن صدوكم، و {أَنْ تَعْتَدُوا} مجرور بـ «على» مقدرة، متعلق بـ «يجرمنكم».
(٣) سؤال: ما هو الإثم والعدوان الذي نهى الله عن التعاون عليه؟
الجواب: قيل: الإثم هو: المعصية التي لا يتعدى ضررها صاحبها، والعدوان هو: المعصية التي يتعدى ضررها، ويمكن أن يقال: إن الإثم يعم المعاصي كلَّها، والعدوان هو من جملة الإثم إلا أنه عطف عليه لعظمه.