محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 481 - الجزء 1

  تعالى من الكرامات والمعجزات الكبرى فحكى الله تعالى هنا أن عيسى # كان يصنع من الطين مثل شكل الطير فينفخ فيه عيسى # فيكون طيراً له روح يطير بجناحيه بإذن الله، وكان # يبرئ الأكمه وهو الذي ولد أعمى فيصير بصيراً بإذن الله، ويشفي الأبرص فيعود سليماً بإذن الله، وكان # يحيي الموتى بإذن الله.

  {وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي}⁣(⁣١) تبعثهم من قبورهم أحياءً.

  {وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} ولم يتمكنوا منك، وقد كانوا أرادوا قتلك، وقد ظنوا أنهم قتلوه {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ}⁣[النساء: ١٥٧].

  {فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ١١٠} رموه بالسحر حين رأوا هذه المعجزات منه، ذكر الله تعالى في هذه الآيات نعمه العظيمة التي أنعم بها على نبيه عيسى بن مريم # - ليعلم أتباعه أنه ليس بإله، وأنه بشر أنعم الله عليه بنعم عظيمة.

  {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ} وهم أصحاب عيسى وخاصته وأنصاره.

  {أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ ١١١} وقد أوحى الله إليهم على لسان عيسى # فآمنوا وصدقوا وأشهدوه على أنهم مسلمون.


= يباشر إبراء الأكمه والأبرص بيده لتشكك الناس في آيته، ولقالوا: إنما ذلك صدفة حدثت، ليس لعيسى فيها سبب ولا تأثير.

(١) سؤال: متى يكون هذا الإخراج أو قد كان وحصل؟

الجواب: قد كان ذلك في حياته # بدليل ما ذكر الله تعالى في سورة آل عمران: {أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٤٩}⁣[آل عمران].