محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المائدة

صفحة 482 - الجزء 1

  {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ١١٢}⁣(⁣١) فلا تسألوا هذا السؤال، وما ينبغي لكم.

  {قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا} قالوا ذلك حين شاهدوا آيات الله، وعرفوا أنهم على الحق، وأنهم أصحاب نبي الحق لتطمئن قلوبهم بالإيمان وتستقر عليه.

  {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ ١١٣}⁣(⁣٢) لأجل أن نتيقن أننا على الحق، ويشهدوا على نزول هذه المائدة، ويخبروا من بعدهم بهذه الآية العظيمة الدالة على نبوة عيسى # وعظيم منزلته عند الله.

  تلك المحاورة التي بين عيسى وبين الله تعالى - يوم القيامة، يوم يجمع الله الرسل، وأتباع عيسى يسمعونها، وهم حاضرون هذا الحوار⁣(⁣٣)؛ لأجل أن يعرفوا أنهم كانوا


(١) سؤال: لماذا أتوا في سؤالهم بـ {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ}، ألم يكن شكاً منهم في قدرة الله؟ أو علام يحمل؟

الجواب: في المصابيح عن الإمام القاسم بن إبراهيم # أن معنى: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} هل ذلك مما يجوز طلبنا له. اهـ وعلى هذا المعنى لا يكون في الآية ما يدل على الشك. ومعنى كلام الإمام القاسم # في تفسيره لهذه الآية: هل يجوز أن يفعل الله ذلك فتدعوه، قالوا ذلك لمعرفتهم أنه لا ينبغي أو لا يجوز أن يطلبوا من الله أمراً يتنافى مع مقتضى حكمته وعدله ورحمته.

سؤال: هل المائدة مجموع من المأكولات؟ أم ما هي؟

الجواب: المائدة هي الطعام الذي يكون على السُّفْرة (الخوان).

(٢) سؤال: ما موضع: {أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا} الإعرابي؟ وعلام عطف قوله: {وَنَكُونَ

الجواب: موضع {أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا} النصب مفعول به لـ «نعلم» ساد مسد المفعولين، و «نكون» معطوف على «نعلم».

(٣) سؤال: من أين نستفيد أنهم حاضرون هذا الحوار؟

الجواب: الحوار هو: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ} إلى آخر السؤال والجواب في يوم القيامة، والمراد بسؤال الله تعالى لعيسى # يوم القيامة هو لإظهار الحجة على الذين كفروا بعيسى، وأنهم تعنتوا وتمردوا بعد ظهور حجج الله وبيناته، وبعد معرفتهم لها و ... إلخ.