سورة الأنعام
  أنت وأصحابك ومن كذبوك يوم القيامة، وسوف يلقى كلٌّ جزاء عمله في يوم القيامة، الذي يكذبون به وهو حق لا ريب فيه.
  {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ(١) فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ١٢} احسم طمعك يا محمد منهم فلن يؤمنوا. وهم كفار قريش، وإيمانهم يوم فتح مكة لم يكن إيماناً قال أمير المؤمنين #: (والله ما أسلموا ولكن استسلموا)، ولن يدخل الإسلام في قلوبهم أبداً أبداً(٢).
  {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ١٣} أي: كل ما خلق الله، السماوات وما فيها والأرض وما فيها فهو ملك لله، وليس للآلهة التي تعبدونها نصيب في ملك السماوات والأرض.
  {قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ}(٣) أمر الله نبيه بأن يقول لهم: أتريدونني أن أتخذ رباً غير الله أيها المشركون، والله هو فاطر السماوات والأرض، وهو الذي يرزق الناس، لا من تدعونه إلهاً أيها المشركون؛ فكيف أعدل عن عبادة الخالق الرازق إلى عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر.
(١) سؤال: ما الوجه في فصل جملة: {الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} عن الجملة التي قبلها؟
الجواب: أعربوا «الذين» بدلاً من المفعول في {لَيَجْمَعَنَّكُمْ} أو مرفوعاً بتقدير: هم، أو منصوباً بتقدير: أذم، وعلى هذا فالفصل لكونه كالتابع لما قبله.
(٢) سؤال: قد يقال بأنه قد ذُكِر في التاريخ بعضٌ من مسلمة الفتح حسن إسلامهم، فهل تريدون بهذا الغالب أو ماذا؟
الجواب: الحكم بعدم إيمانهم وعدم دخولهم في الدين –يظهر - أنه حكم أكثري وغالب، وليس المراد كل فرد فرد؛ لما ذكر في التاريخ.
(٣) سؤال: ما معنى: {وَلِيًّا} في الآية؟ وما إعراب {غَيْرَ اللَّهِ} و {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ}؟
الجواب: «ولياً» أي: مالكاً وحافظاً وناصراً أو معبوداً، و {غَيْرَ اللَّهِ} مفعول به مقدم لأتخذ، و {فَاطِرِ السَّمَوَاتِ} صفة لله مجرورة.