محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الأنعام

صفحة 587 - الجزء 1

  نزول الملائكة أو إتيان العذاب؛ لأن التكليف قد انقطع بحصول الموت ودنوه، وقد ارتفع الحجاب حينئذٍ؛ لأن المرء في الدنيا وحال التكليف قد أمره الله سبحانه وتعالى بأن يؤمن بالغيب {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}⁣[البقرة ٣]، والغيب: هو البعث والحساب والجنة والنار والإيمان بالله سبحانه وتعالى، وهذه أمور غيبية، والمرء مختار في أن يؤمن بها أو لا يؤمن، وعند حصول آيات الله سبحانه وتعالى أو بعض آياته، وهو نزول العذاب ودنو الموت يكون المرء مضطراً إلى الإيمان وملجأً إليه؛ لأن نزول العذاب به سيضطره إلى الإيمان.

  {قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ١٥٨} انتظروا - أيها المشركون - سخط الله سبحانه وتعالى فهو نازل بكم، ونحن منتظرون لذلك.

  {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ⁣(⁣١) وَكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ⁣(⁣٢) إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى


= تكن كسبت في إيمانها خيراً ومحلها النصب، والمعنى: أن الإيمان وحده لا ينفع إلا إذا اقترن بالأعمال الصالحة وترك الأعمال السيئة.

(١) سؤال: من فضلكم ما معنى: {فَرَّقُوا دِينَهُمْ} حسب اللغة والشرع؟

الجواب: معنى {فَرَّقُوا دِينَهُمْ} اختلفوا في دينهم بحيث أن يكون دين ذلك الفريق مخالفاً لدين الفريق الآخر، ويدخل فيه اختلاف المذاهب في أمة محمد ÷: إمامية، جعفرية، أشعرية، مجبرة، و ... إلخ، حيث قد صار كل أهل مذهب يدين بخلاف دين المذهب الآخر، إلا أنه قام الدليل على استثناء الخلاف في المسائل الفرعية الظنية فقد حصل الإجماع والاتفاق بين علماء الأمة الإسلامية على أن الخلاف فيها لا يخل بالإيمان، وأنه ليس من التفرق المذموم، ولقوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ}⁣[الأحزاب: ٥]، «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان».

(٢) سؤال: كان مقتضى السياق: «ليسوا منك في شيء» فلِمَ عدل عنه؟

الجواب: المعنى: لست منهم يا محمد في عقاب ولا ذم ولا تفرق ولا مسؤولية فلست مسؤولاً عن أعمالهم. وقد قيل له ÷ ذلك لما قد كان في قلبه ÷ أو قد يكون من توهم أي مسؤولية عن أولئك الذين تفرقوا في دينهم وضلالهم من حيث أنه رسول من الله تعالى =