سورة الأعراف
  بِهَا} وإنما هي صورة فقط، ولا تستطيع فعل أي شيء لكم، لا تبصر بعيونها، ولا تسمع بآذانها.
  {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ ١٩٥} ادعوا هؤلاء الذين تعبدونهم، وافعلوا جهدكم معهم، ولا تمهلوني وافعلوا بي ما شئتم أنتم وأصنامكم التي تخوفونني من بأسها وتحذرونني من نقمتها.
  {إِنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ١٩٦} فالله ناصري ومؤيدي؛ لأنه سبحانه ناصر الصالحين ووليهم.
  {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ} أما هؤلاء الذين تعبدونهم من دون الله سبحانه وتعالى فلا يستطيعون فعل شيء لكم.
  {وَلا أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ ١٩٧} ولا حتى أنفسهم لا يستطيعون لها شيئاً.
  {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ(١) يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ١٩٨} فإذا دعوتموهم لا يسمعونكم، وإذا وقفت أمامهم رأيت أعينهم ناظرة إليك، ولكنها لا تبصرك؛ لأنها ليست إلا صورة فقط، فكيف تعبدون من هذه صفاتها؟!
  {خُذِ الْعَفْوَ}(٢) أمر الله سبحانه وتعالى نبيه ÷ أن يعفو عنهم، ولا يؤاخذهم بما لحقه من الأذى بسببهم وباستهزائهم به، بل أمره أن يصبر وأن يعفو عنهم، ولا يجازيهم أبداً أبداً.
(١) سؤال: ما النكتة في تغيير الضمير من الجمع إلى المفرد في قوله: {وَتَرَاهُمْ}؟
الجواب: النكتة هي أن الناظر إلى الصنم يراه ناظراً إليه وحده دون غيره.
(٢) سؤال: من فضلكم ما معنى «خذ العفو» بالنسبة لأصل اللغة؟
الجواب: معناه استعمل العفو، إلا أنه في الآية شبه العفو بالجسم المحسوس تشبيهاً في النفس وجاء بشيء من لوازمه «خذ».