{وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ}⁣^(⁣١) أخبرهم بالحق وبسبيل نجاتهم، ومرهم بالمعروف، وانههم عن المنكر، وبالغ في النصح لهم، وحذرهم أن عذاب الله سبحانه وتعالى نازل بهم إن لم يقلعوا عن كفرهم وضلالهم.

  {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ١٩٩} وكانوا يسلطون سفهاءهم على النبي ÷ يسبونه ويؤذونه؛ فأمره الله سبحانه وتعالى بأن يعرض عنهم، ولا يلتفت إليهم، وأن يكون كأنه لم يسمع شيئاً ولا يجازيهم.

  {وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٢٠٠} إذا غضبت وزاد غضبك وفار دمك بسبب ما يوجهونه إليك، وهممت بالرد عليهم - فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، فإنما هي نزغة من نزغات الشيطان، والله سبحانه وتعالى سيعينك على الصبر، وسيسمع دعاءك وسيستجيب لك.

  {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ⁣^(⁣٢) مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ٢٠١} من صفات المؤمنين أنهم إذا وقعوا في معصية أو هموا بها تذكروا الله سبحانه وتعالى، وتملكهم الخوف منه ومن سخطه وعقابه - فيرجعون إلى الله ويستغفرونه.

  {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ ٢٠٢}⁣^(⁣٣) وأما المشركون فإذا

(١) سؤال: هل للتعبير بالعرف بدلاً عن المعروف نكتة معلومة أم لا؟

الجواب: العرف والمعروف بمعنى واحد، والنكر والمنكر بمعنى واحد، ولعل ورود «العرف» هنا بدلاً عن «المعروف» لكونها أخصر وأنسب بنغم الآية.

(٢) سؤال: ما وجه التعبير عن الوسوسة بالطائف؟

الجواب: قد يكون ذلك لأن صدور المتقين مشغولة بالتقوى وذكر الله لا مجال فيها ولا اتساع لوساوس الشيطان، فعبر بالطائف لأن الشيطان لم يقدر إلا على الخواطر العارضة التي تعرض ولا تستقر، ولا يسمى ذلك وسوسة، فكلمة وسوسة تفيد التكرير والكثرة.

(٣) سؤال: يقال: ظاهر الآية أن المشركين «إخوان الشياطين» هم الذين يمدون الشياطين فكيف؟ وعلام عطفت الجملة؟ =