سورة الأعراف
  سبحانه وتعالى بآيات بينات واضحات تبصرهم طريق الحق وتضيئه لهم، وفيها الهدى والنور، ولكنه لن ينتفع بها إلا المؤمنون الذين يخافونه، ويحذرون عقابه.
  {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ٢٠٤} ثم خاطب الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأن ينصتوا عند سماعهم كلام الله سبحانه وتعالى، وأن يعملوا بما جاءهم ليدخلوا في رحمته؛ لأنهم إذا سمعوه عرفوا أحكام الله سبحانه وتعالى التي أنزلها عليهم وشرعها لهم وعملوا بها، فاستحقوا ثواب الله سبحانه وتعالى حينئذ ورحمته.
  وقد يكون الاستماع والإنصات واجباً، وذلك حال خطبة الجمعة، وحال الصلاة، وأما ما سوى ذلك فمستحب(١).
  والواجب على المرء أيضاً أن يؤمن بكل ما جاء فيه، وأن يؤدي الفرائض التي أوجبها الله سبحانه وتعالى فيه، وأن ينتهي عن النواهي التي نهاهم عنها فيه، ويجب عليه أيضا أن يسأل عن الأحكام التي أمر الله سبحانه وتعالى بها في القرآن ويعمل بها؛ لأنه يتعذر أن يعلم الناس جميعاً أحكامه وفرائضه، وأن يكونوا جميعاً علماء، ولكن يكفي أن يكون فيهم علماء يرجعون إليهم ويسألونهم عما أشكل عليهم.
  وتعلمه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، فإذا لم يكن فيهم متعلم يرجعون إليه - فحينئذ يلحقهم الإثم جميعا حتى يكون فيهم من يتعلم، ولا يجوز لهم أن يتركوا العلم حتى لا يبقى بينهم عالم؛ فإذا فعلوا ذلك أثموا جميعاً(٢).
(١) سؤال: لو تكرمتم بذكر دليل على هذا؟
الجواب: قد قال العلماء: إنه لم يقم الدليل على وجوب الاستماع إلى القرآن إلا في حال الصلاة وفي حال خطبة الجمعة، ولا خلاف في وجوب الاستماع في الخطبة والصلاة وأمر العلماء الأولين والآخرين على هذا، فلم يصدر من أي عالم أن يستنكر أو يُؤَثِّم من مر على تالٍ للقرآن ولم يقف عنده للاستماع إلى قراءته للقرآن.
(٢) سؤال: يا حبذا لو ذكرتم ما هو الفرض العيني من التعلم على المكلفين؟
الجواب: الواجب من العلم على كل مكلف هو: =